كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

على أني وإن لاقيت شراً ... لخيرك بعد ذاك الشر راج
قال ابن المعتز: قلت لبعض أصحابنا: كم تكون تاركاً للتوبة مماطلاً به؟! فقال: قد قال الله تعالى: " خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئا " ً عسى الله أن يتوب عليهم " التوبة:102، وعسى إطماع، والكريم إذا أطمع فعل، قلت: فأين قول الله تعالى: " ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " الزلزلة:8، فقال: يراه فيغفر له.
قال ابن المعتز: قال بعض أصحابنا: لا تنزل الهم إلى قلبك إلا على أشخاص، فإن الهم يتعلق بعضه ببعض.
قال الصوفي: لا تباغض نفسك فلا بد من أن تغتر قليلاً وإلا فسدت دنياك وأسأت معاشرة نفسك.
قال ابن المعتز: لما جاء جعفر بن يحيى من الرقة شيعه عبد الملك بن صالح، فلما أراد الانصراف قال: حاجة، قال: وما هي؟ قال: أن تكون كما قال الشاعر:
وكوني على الواشين لداء شغبة ... كما أنا للواشي ألد شغوب
فقال جعفر: بل نكون كما قال الشاعر:
وإذا الواشي أتى يسعى بها ... نفع الواشي بما جاء يضر

الصفحة 29