كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

جادك يا بغداد من بلاد ... صيب كل رائح وغاد
يا ليت شعري والحنين زادي ... هل لي إلى ظلك من معاد
لله ما هجت على البعاد ... لقلب حران إليك صاد
بدل من ربعك بالبوادي ... وقفرة موحشة الأطواد
مجهولة مجدبة حماد ... ورملة متعبة الإصعاد
تخال في كثبانها الجعاد ... خطوط أقلام بلا مداد
قال أرسطاطاليس في كتاب (الحيوان) : إذا جاع الثعلب ولم يقدر على صيد يأكله استلقى على ظهره ونفخ في بطنه، فتحسبته الطير قد مات فيقعن عليه، فيثب ويأخذ بعضها.
وقال في الضبع أيضاً: تصير مرةً أنثى وتصير مرة ذكراً، وتبدل في كل سنة، تلقح أحياناً كالذكر، وتقبل اللقاح كالأنثى، لاختلاط جوهرها وتلونه، وزعم أنها إذا رأت الكلب في ليلة مقمرة يمشي على الإجار وطئت ظله فوقع، وأن من كان معه لسان ضبعة فمر بين الكلاب لم تكلب عليه، وأن من مر في مكان كثير الضباع وأخذ بيده أصلاً من أصول الحنظل هربت من بين يديه.
قال، وقال في الذئب: إن يرى إنساناً قد خافه اجترأ عليه،

الصفحة 32