كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

وإن حمل عليه تأخر عنه، وذكر أنه خفي عليه مكان الغنم عوى حتى تسمع الكلاب صوته وتنبح فيقصدها للغنم التي معها فإذا اقرب من الغنم عوى فتقصد الكلاب صوته وتجتمع إلى ناحيته، ثم يخالفها فيقصد ناحية خالية منها فيختطف من الغنم، وزعم أن الذئب إن وطئ على العنصل مات من ساعته، والثعلب يأتي بهذه البقلة فيضعها في جحره لئلا يأتيه الذئب فيأكل جراءه.
وقال في الجراد: أنه إن ظعن ظعن كله مثل العسكر العظيم، وإن حل حل جميعه، وإن وقع في المزارع لا يتحرك ساعة وقوعه حتى يأتيه وحي من السماء، وليس من طبيعته، وقال لابن المعتز: فهذا يكذب بالوحي إلى الآدميين، ويصدق به إلى الجراد.
وأنشد للراعي:
فبت وبات الحاطبان وراءها ... بجرداء محل يألسان الأفاعي
فما برحا حتى أجنا فروخها ... وضما من العيدان رطباً وذاويا
إذا حمشاها بالوقود تغيظت ... على اللحم حتى تترك العظم باديا
وله:

الصفحة 33