كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

من الأثل أما ظلها فهو بارز ... أثيث وأما نبتها فأنيق
لها هدبات فوق ميثاء سهلة ... نواعم ما في ظلهن فتوق
جمع هدبة، وهي أغصان الأثل والأرض.
شاعر:
لعمرك إنني لأحب نجداً ... ولست أرى إلى نجد سبيلا
خليلي اقعدا لي عللاني ... وضما من وسادي أن تميلا
ألم تريا جنوحي واعتمادي ... على الأحشاء والصبر الجميلا
خرج المهدي يتصيد، فعاربه فرسه حتى دفع إلى خباء أعرابي، فقال: يا أعرابي، هل من قرىً؟ قال: نعم، فأخرج له فضلة من ملة فأكلها، وفضلة من كرش فيه لبن فسقاه، ثم أتاه بنبيذ في زكرة فسقاه قعباً، فلما شرب المهدي قال: يا أعرابي، أتدري من أنا؟ قال: لا، قال: أنا من خدم الخاصة، فقال: بارك الله لك في موضعك، ثم سقاه آخر فلما شربه قال: يا أعرابي، أتدري من أنا؟ قال: نعم، زعمت أنك من خدم الخاصة: قال: لا بل أنا من قواد أمير المؤمنين، فقال: رحبت دارك، وطاب مزارك، ثم سقاه قدحاً ثالثاً، فلما فرغ منه قال: يا أعرابي، أتدري من أنا؟ قال: زعمت أنك من القواد، قال: لا ولكني أمير المؤمنين، فاخذ الأعرابي الزكرة فأوكاها وقال: والله لئن شربت الرابع لتقولن إنك رسول الله، فضحك المهدي، وأحاطت به الخيل وأبناء الملوك والأشراف، فطار لب

الصفحة 34