كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 9)

فمن خير أيام الحياة التي خلت ... وأطيبها يوم من العيش سالف
أصبنا به من غرة الدهر خلسة ... كما نال ورد الماء هيمان خائف
خرجنا وستر الله يجمع شملنا ... وكل لكل مسعد ومساعف
وقد اخذت زهر الرياض حليها ... وألبست الأرض الفضاء الزخارف
لجين وعقيان ودر وجوهر ... تؤلفه أيدي الربيع اللطائف
وأهدت إلينا الأرض عذراء لم يطف ... بها من سوانا قبل ذلك طائف
يباكرها وجه من الشمس طالع ... ويعقبها دمع من المزن واكف
فتمت جمالاً واعتدالاً ونضرة ... وداف لنا الكافور والمسك دائف
ومالت بنا منها غصون نواعم ... كما هز قضبان المتون الروادف
يدير علينا الكأس رطب بنانه ... وصيف جفت في الشكل عنه الوصائف
تسير إلينا من يديه وطرفه ... كؤوس لأسرار القلوب كواشف
فرحنا وما فعل الزمان مذمم ... لدينا ولا وجه من العيش كاسف
ومالت غصون البان بين رحالنا ... وجرت على وشي الرياض المطارف
ولا مثل ذاك اليوم لولا انقضاؤه ... ولا مثلنا لو أخطأتنا المتالف
وقال: سمعت مدينية تقول: ما في بيتي طحين ولا خبيز.
شاعر:
إلى الروض الذي قد أضحكته ... شآبيب السحائب بالبكاء
قال ابن الأعرابي عن المفضل: تقول العرب: يدك من اللحم

الصفحة 44