كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
شرًّا".
وفي حديث ابن عباس عند البيهقي في الدلائل -بسند ضعيف- في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي صلى الله عليه وسلم أنهم وجدوا وترًا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق والناس، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة.
وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع عن ابن عباس أن عليًّا وعمارًا لما
__________
فما ساقه هنا لا يوافق رواية منهما، "وأكره أن أثير على الناس شرًّا" بتذكر السحر، وقد وقع في رواية لمسلم: أن عائشة قالت: أفلا أحرقته؟، قال القاضي عياض: كذا في جميع النسخ، قيل: صوابه أخرجته، كما في الرواية الأخرى؛ لأنه المناسب لقوله: "كرهت أن أثير على الناس شرًّا"، أي بإخراجه؛ لأنه إذا أخرج فقد يوقف على عقه فيتعلم، وكفى بذلك شرًّا، قال: وعندي إن أحرقته صواب، ولا يعترض بما تقدم؛ لأنها تعني بحرقها حين يخرجها، بل أحرقتها أظهر للذي أرادت من إتلاف عينه وإبطال عمله، وما يتوقع من شره مع بقائه لم يغير.
وقال القرطبي: عندي أن رواية أحرقته أولى، وتعني لبيدًا صانع السحر، فأجابها بأنه يثير شرًّا بين المسلمين واليهود لما كان لهم من العهد والذمة، فلو قتلته لثارت فتنة، وتحدث الناس: أن محمدًا يقتل من عاهد. انتهى، وهذا فيه بعد، وكلام عياض أظهر.
"وفي حديث ابن عباس عند البيهقي في الدلائل" النبوية "بسند ضعيف" لأن فيه الكلبي، عن أبي صالح، وهما ضعيفان، "في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه وجدوا وترًا" "بفتح الواو والفوقية". "فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق والناس، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة" ولفظ البيهقي من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: مرض صلى الله عليه وسلم مرضًا شديدًا، فأتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه ما ترى قال: طب، قال: وما طب؟، قال: سحر، قال: من سحره؟، قال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: أين هو؟، قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في ركية، فأتوا الركية فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة، ثم خذوا الركية فاحرقوها، فلما أصبح صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر في نفر، فأتى الركية، فإذا ماؤها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء، ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الركية وأحرقوها، فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت عليه هاتان السورتان، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق} [الفلق: 1] ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس} [الناس: 1] ، وفي سياقه نكارة ومخالفة لحديث الصحيحين ظاهرة.
"وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع، عن ابن عباس: أن عليًّا وعمارًا لما بعثهما