كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم لاستخراج السحر وجدا طلعة فيها إحدى عشرة عقدة فذكر نحوه.
وفي رواية ذكرها في فتح الباري: فنزل رجل البئر فاستخرجه وأنه وجد في الطلعة تمثالًا من شمع تمثال النبي صلى الله عليه وسلم وإذا فيه إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فنزل جبريل بالمعوذتين، فكلما قرأ آية انحلت عقدة، وكلما نزع إبرة وجد لها ألمًا، ثم يجد بعدها راحة.
وقد بين الواقدي السنة التي وقع فيها السحر، كما أخرجه عنه ابن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد أن الأعصم، وكان حليفًا في بني رزيق، وكان ساحرًا، فقالوا: أنت أسحرنا، وقد سحرنا محمدًا فلم نصنع شيئًا، ونحن نجعل لك جعلًا على أن تسحره لنا سحرًا ينكؤه، فجعلوا له ثلاثًا دنانير.
__________
النبي صلى الله عليه وسلم لاستخراج السحر، وجدا طلعة" لنخلة، "فيها إحدى عشرة عقدة، فذكر نحوه" من نزول السورتين وانحلال العقد بقراءتهما.
"وفي رواية ذكرها في فتح الباري: فنزل رجل البئر فاستخرجه، وإنه وجد في الطلعة تمثالًا" بكسر الفوقية، أي صورة "من شمع" بفتح الميم، وتسكن الذي يستصبح به، "تمثال النبي صلى الله عليه وسلم" بالنصب بدل من تمثالًا، "وإذا فيه إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فنزل جبريل بالمعوذتين" بكسر الواو، "فكلما قرأ آية انحلت عقدة، وكلما نزع إبرة وجد لها ألمًا" في بدنه، "ثم يجد بعدها راحة" وهذا كالذي قبله صريحة في أنه استخرج ما حواه الجف، فيتأكد الجمع المتقدم.
"وقد بين الواقدي" محمد بن عمر بن وافد "السنة التي وقع فيها السحر، كما أخرجه عنه" تلميذه محمد "بن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم" المدني، صدوق "مرسل" لأن عمر من أواسط التابعين، "قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي الحجة، ودخل المحرم سنة سبع، جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم، وكان حليفًا في بني زريق" بتقديم الزاي مصغر، "وكان ساحرًا، فقالوا: أنت أسحرنا" أعلمنا بالسحر، "وقد سحرنا محمدًا، فلم نصنع شيئًا" ينكؤه، "ونحن نجعل لك جعلًا على أن تسحره لنا سحرًا ينكؤه" بوزن يمنعه، "فجعلوا له ثلاثًا دنانير" فسحره.