كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

ووقع في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي: فأقام أربعين ليلة، وفي رواية وهيب عن هشام ستة أشهر.
ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه، والأربعون يومًا من استحكامه.
وقال السهيلي: لم أقف في شيء من الأحاديث المشهورة على قدر المدة التي مكث صلى الله عليه وسلم فيها في السحر، حتى ظفرت به في جامع معمر عن الزهري: أنه لبث سنة. قال الحافظ ابن حجر: وقد وجدناه موصولًا بالإسناد الصحيح فهو المعتمد.
وقال المازري: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وزعموا أنه يحط منصب النبوة، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل. وزعموا أن تجويزها بعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع؛ إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أن جبريل يكلمه وليس هو ثَمَّ، وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء.
__________
ومر أن عند ابن سعد أن متولي السحر أخوات لبيد، وكن أسحر منه، وأنه هو الذي ألقاه في البئر.
"ووقع في رواية أبي ضمرة" بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم أنس بن عياض الليثي، والمدني "عند الإسماعيلي: فأقام أربعين ليلة".
"وفي رواية وهيب" بالتصغير ابن خالد بن عجلان البصري، "عن هشام" بن عروة، راوي حديث الباب، عن أبيه، عن عائشة: أقام "ستة أشهر" في السحر، "ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه، والأربعون يومًا من استحكامه" إتقانه وشدته.
"وقال السهيلي: لم أقف في شيء من الأحاديث المشهورة على قدر المدة التي مكث صلى الله عليه وسلم فيها في السحر حتى ظفرت به" أي وجدته، وأصل معناه الفوز والفلاح "في جامع معمر عن الزهري" مرسلًا "إنه لبث سنة".
"قال الحافظ ابن حجر: وقد وجدناه موصولًا" عند أحمد والإسماعيلي "بالإسناد الصحيح، فهو المعتمد" إذ الموصول مع صحة إسناده مقدم على المرسل عند التعارض.
"وقال المازري" في شرح مسلم: "أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وزعموا أنه يحط منصب النبوة" أي شرفها ورفعتها، "قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل" وهذه كلمة حق أريد بها باطل، "وزعموا أن تجويزها" أي فعلة السحر بهم، والأظهر تجويزه "بعدم" يبطل "الثقة بما شرعوه من الشرائع؛ إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أجبريل يكلمه، وليس هو، ثم" بفتح المثلثة وشد الميم، أي هناك موجودًا، "وأنه يوحى إليه، ولم يوح إليه

الصفحة 447