كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

قال ابن الحاج في "المدخل": كان الشيخ أبو محمد المرجاني أكثر تداويه بالنشرة يعملها لنفسه ولأولاده ولأصحابه فيجدون على ذلك الشفاء، وأخبر رحمه الله أن النبي عليه الصلاة والسلام أعطاها له في المنام، وقال: إنه مرة رأى النبي عليه الصلاة والسلام قال له: ما تعلم ما عمل معك ومع أصحابك في هذه النشرة، نقله عنه خادمه، وهي هذه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ} [التوبة: 128] ، إلى آخر السورة {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82] ، {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} [الحشر: 21] ، إلى آخر السورة، وسورة الإخلاص والمعوذتين، ثم يكتب: اللهم أنت المحيي وأنت المميت، وأنت الخالق وأنت البارئ وأنت المبلي، وأنت الشافي، خلقتنا من ماء مهن، وجعلتنا في قرار مكين إلى قدر معلوم، اللهم إني أسألك بأسمائك الحسني وصفاتك العلا، يا من بيده الابتلاء والمعافاة، والشفاء والدواء، أسألك بمعجزات نبيك محمد عليه الصلاة والسلام، وبركات خليلك إبراهيم وحرمة كليمك موسى عليه السلام، اللهم أشفه.
__________
"قال ابن الحاج في المدخل: كان الشيخ أبو محمد المرجاني أكثر تداويه بالنشرة يعملها لنفسه ولأولاده ولأصحابه، فيجدون على ذلك الشفاء" بإذن الله، "وأخبر رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها له في المنام، وقال" أيضًا؛ "أنه مرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما تعلم ما عمل معك ومع أصحابك" استفهام تقرير لينبهه على عظم فائدتها وتلقيها بالقبول التام "في هذه النشرة، نقله عنه خادمه، وهي هذه {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُم} أي منكم محمد صلى الله عليه وسلم، {عَزِيزٌ} شديد {عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} أي عنتكم ولقاؤكم المكروه، {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} أن تهتدوا {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ} شديد الرحمة {رَحِيمٌ} بهم يريد لهم الخير، إلى آخر السورة {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} مر أن هذه إحدى آيات الشفاء {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} ، إلى آخر السورة، وسورة الإخلاص والمعوذتين" أي وسورة المعوذتين، "ثم يكتب: اللهم أنت المحيي وأنت المميت، وأنت الخالق وأنت البارئ وأنت المبلي" بالأمراض ونحوها، "وأنت الشافي" منها "خلقتنا من ماء مهين" ضعيف، وهو المني، "وجعلتنا في قرار مكين" أي حريز، وهو الرحم "إلى قدر معلوم" وهو وقت الولادة، "اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى" تأنيث الأحسن، "وصفاتك العلا" المرتفعة عن جميع الصفات، "يا من بيده الابتلاء" الاختيار والامتحان بالأمراض "والمعافاة" منها، "والشفاء والدواء، أسألك بمعجزات نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وبركات خليلك إبراهيم وحرمة
كليمك موسى عليه السلام، اللهم اشفه" عافه مما به.

الصفحة 452