كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

[رقيته صلى الله عليه وسلم من الصداع] :
روى الحميدي في "الطب" عن يونس بن يعقوب عن عبد الله قال: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يتعوذ من الصداع "بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الكبير وأعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار". ورواه ابن السني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وأصاب أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ورم في رأسها، فوضع رسول الله عليه الصلاة والسلام يده على ذلك من فوق الثياب فقال: "بسم الله أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك، بسم الله". صنع ذلك ثلاث مرات، وأمرها أن تقول ذلك، فقالت ذلك ثلاثة أيام. فذهب الورم.
رواه الشيخ ابن النعمان بسنده والبيهقي.
__________
رقيته صلى الله عليه وسلم من الصداع:
بزنة غراب وجع الرأس ويأتي للمصنف قريبًا بسط حقيقته، "روى الحميدي" أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح الأزدي، صاحب الجمع بين الصحيحين "في الطب" النبوي، "عن يونس بن يعقوب" "عن عبد الله" "قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الصداع" فيقول "بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الكبير" عن مشاهدة الحواس وإدراك العقول، أو معناه أكمل الموجودات وأشرفها، وعلى الوجهين هو من أسماء التنزيه، "وأعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار" "بفتح النون وفتح العين المهملة" فار منه الدم أو صوت لخروج الدم، كما في القامس، "ومن شر حر النار، ورواه ابن السني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما" فله طريقان، "وأصاب أسماء بنت أبي بكر" الصديق "رضي الله عنهما ورم في رأسها، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على ذلك من فوق الثياب" لأنه لم تمس يده الشريفة يد امرأة غير حلائله، "فقال: "بسم الله أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيك" هذه المذكورة، ويحتمل دعوته إلى الإسلام والشرائع، فإنها أعظم منزلة عند الله، أي بدعوة نبيك العباد إليك التي حصل بها الهدى وتحمل بسببها المشاق، توسل إلى الله تعالى بتلك الحالة ليكون أنجع في الإجابة، كما في قصة أصحاب الكهف "الطيب" بوزن سيد أي الطاهر أو الزكي لأنه لا أطيب منه "المبارك" العظيم البركة وهي لفظ جامع لأنواع الخير "المكين" "فعيل من المكانة"، أي ذي الرفعة والشرف "عندك" ومن ذلك أن قرنت ذكره بذكرك، "بسم الله" صنع ذلك" المذكور من وضع اليد والقول "ثلاث مرات، وأمرها أن تقول ذلك فقالت ذلك" الدعاء "ثلاثة أيام" في كل يوم ثلاث مرات، "فذهب الورم، رواه الشيخ ابن النعمان بسنده والبيهقي".

الصفحة 454