كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
[رقيته صلى الله عليه وسلم من وجع الضرس] :
روى البيهقي أن عبد الله بن رواحة شكا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وجع ضرسه، فوضع عليه الصلاة والسلام يده على خده الذي فيه الوجع وقال: "اللهم أذهب عنه سوء ما يجده وفحشه، بدعوة نبيك المكين المبارك عندك"، سبع مرات، فشفاه الله قبل أن يبرح.
وروى الحميدي أن فاطمة رضي الله عنها أتت رسول الله عليه الصلاة والسلام تشكو ما تلقى من ضربان الضرس، فأدخل سبابته اليمني فوضعها على السن الذي تألم، فقال: "بسم الله وبالله، أسألك بعزك وجلالك وقدرتك على كل شيء، فإن مريم لم تلد غير عيسى من روحك وكلمتك، أن تشفي ما بفاطمة بنت خديجة من الضر كله"، فسكن ما بها.
__________
رقيته صلى الله عليه وسلم من وجع الضرس:
بالكسر: السن مذكر ما دام له هذا الاسم، فإن قيل فيه: سن، فؤنث، فالتذكير والتأنيث باعتبار لفظين وتذكير الأسماء وتأنيثها سماعي، كما في المصباح وغيره.
"روى البيهقي أن عبد الله بن رواحة" الخزرجي، البدري، الأمير الشهيد بمؤتة "شكا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وجع ضرسه، فوضع عليه الصلاة والسلام يده على خده الذي فيه الوجع وقال: "اللهم أذهب عنه سوء ما يجده وفحشه، بدعوة نبيك المكين المبارك عندك"، سبع مرات، فشفاه الله قبل أن يبرح"، أي يزول من مكانه.
"وروى الحميدي أن فاطمة رضي الله عنها أتت رسول الله عليه الصلاة والسلام تشكو ما تلقى من ضربان الضرس"، أي شدة وجعه، "فأدخل سبابته اليمنى، فوضع يده على السن الذي تألمه"، أي يقوم بها الألم، وهو الوجع، وعبر بالذي نظر الآن المحدث عنه الضرس، وهو مذكر، وإلا فالأولى التي؛ لأن السن مؤنثة سماعا، "فقال: "بسم الله وبالله، أسألك بعزك وجلالك وقدرتك على كل شيء"، ومن ذلك وجود عيسى من غير أب، " فإن مريم لم تلد غير عيسى"، فهو تعليل لمقدر "من روحك" أضافه إليه تعالى تشريفا له "وكلمتك"، أي قول كن، ولم يقل ولدت عيسى من روحك، لئلا يوهم انها ولدت غير عيسى من غير روحه، "أن تشفي ما بفاطمة بنت خديجة" لم يقل بنتي؛ لأنه مقام تضرع وانكسار، فنسبها إلى أمها كأنها أجنبية منه، ليكون