كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

ومن الغريب: ما شاع وذاع عن شيخنا المحب الطبري إمام مقام الخليل بمكة، ورأيته يفعله غير مرة، وضع يده على رأس الموجوع ضرسه، ويسأل عن اسمه واسم أمه وعن المدة التي يريد المألون أن لا يألمه فيها، فيقول: سبع سنين أو تسع سنين مثلًا بالوتر، قالوا: فما يرفع يده إلا وقد سكن ألمه، ويمكث المدة المذكورة لا يألمه، كما أشيع ذلك واشتهر.
ومما جرب أن يكتب على الخد الذي يلي الوجع: بسم الله الرحمن الرحيم. {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الملك: 23] ، وإن شاءت كتب {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 13] .
__________
الدعاء أنجع "من الضر كله، فسكن ما بها" ومناسبة ذكر مريم دون غيرها من النساء ما بينها وبين فاطمة من الفضل، فكأنه قال: كما أكرمت مريم بتلك العجيبة أكرم فاطمة بذهاب وجعها.
"ومن الغريب ما شاع وذاع عن شيخنا المحب" قاضي القضاة محمد بن الإمام رضي الدين "الطبري" المكي، المتوفى آخر ليلة الأربعاء، ثامن عشر صفر، سنة أربع وتسعين وثمانمائة بمكة، كما في شرح المصنف للبخاري، وليس هو المحب الطبري، الحافظ أحمد المشهور؛ لأنه متقدم على المصنف بزمان، مات سنة أربع وتسعين وستمائة، "إمام مقام الخليل بمكة".
وفي شرحه البخاري إمام الحرم، الشريف المكي: وما هنا أخص، "ورأيته يفعله غير مرة، وضع يده على رأس الموجود ضرسه، ويسأل عن اسمه واسم أمه، وعن المدة التي يريد المألوم أن لا يألمه فيها، فيقول: سبع سنين أو تسع سنين، مثلًا بالوتر قالوا: فما يرفع يده إلا وقد سكن ألمه، ويمكث المدة المذكورة لا يألمه، كما أشيع ذلك واشتهر" بمكة، ولم يبين أكان يقرأ أو يقول شيئًا مع وضع يده، أو بمجرد وضعه يذهب الله تعالى الألم كرامة له.
"ومما جرب أن يكتب على الخد الذي يلي الوجع: بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُم} خلقكم {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} القلوب {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُون} ما مزيدة، والجملة مستأنفة مخبرة بقلة شكرهم جدًّا على هذه النعم، "وإن شاءت كتب" مع هذه الآية أو بدونها {وَلَهُ مَا سَكَن} أي حل {فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَار} أي كل شيء فهو ربه وخالقه ومالكه، {وَهُوَ السَّمِيع} لما يقال، {الْعَلِيم} بما يفعل.

الصفحة 456