كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
وميكائيل وإسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك أي كبريائك إله الحق آمين.
ومما جرب للخراج، ونقله صاحب زاد المعاد، أن يكتب عليه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا، فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا، لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} [طه: 105، 106، 107] .
ومما يكتب لعسر الولادة ما روى الخلال عن عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض، أو شيء نظيف، حديث ابن عباس: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد الله رب العالمين، وكأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ} [الأحقاف: 35] .
__________
الحديث "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، أي كبريائك إله الحق" منادى بحذف الأداة "آمين" ختم بها الدعاء رجاء للإجابة.
"ومما جرب للخراج" بضم الخاء المعجمة وخفة الراء فألف فجيم، قال في المصباح، كغراب بئر الواحدة خراجة، "ونقله صاحب زاد المعاد" ابن القيم فيه: "ن يكتب عليه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَال} كيف تكون يوم القيامة، {فَقُلْ} لهم: {يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} بأن يفتتها كالرمل السائل، ثم يطيرها بالرياح {فَيَذَرُهَا قَاعًا} منبسطًا {صَفْصَفًا} مستويًا {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا} انخفاضًا {وَلَا أَمْتًا} ارتفاعًا.
"ومما يكتب لعسر الولادة ما روى الخلال" بالخاء المعجمة نسبة إلى الخل "عن عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض" "بجيم فألف فميم"، قال في المقدمة: إناء معروف من فضة أو غيرها، وهو مستدير قعر له غالبًا. انتهى.
ومعلوم أن أحمد لا يكتب في إناء فضة، "أو شيء نظيف" إن لم يكن جامًّا أبيض.
"حديث ابن عباس" كلمات الفرج "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين" مر شرحه قريبًا، ويزيد على كتابة هذا الحديث كتابة قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} أي الساعة {لَمْ يَلْبَثُوا} في قبورهم {إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} إلا عشية يوم أو بركته، وصح إضافة الضحى إلى العشية لما بينهما من الملابسة؛ إذ هما طرفا النهار وحسن الإضافة وقوع الكلمة فاصلة، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ} من