كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
قال الخلال: أخبرنا أبو بكر أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين فقال: قل له يجيء بجام واسع وزعفران. قال المروزي: ورأيته يكتب لغير واحد.
وفي "المدخل": يكتب في آنية جديدة: اخرج أيها الولد من بطن ضيق إلى سعة هذه الدنيا، اخرج بقدرة الذي جعلك في قرار مكين إلى قدر معلوم، {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} [الحشر: 21] ، إلى آخر السورة، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82] وتشربه النفساء، ويرش منه على وجهها. قال الشيخ المرجاني: أخذته عن بعض السادة، فما كتبته لأحد إلا نجح في قوته. انتهى.
وروى عكرمة عن ابن عباس قال: مر عيسى عليه السلام على امرأة وقد اعترض ولدها في بطنها فقالت: يا كلمة الله ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه
__________
العذاب في الآخرة لطوله، {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا في ظنهم {إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ} وكتابه هذا كله في الجام وضاح إن كان كبيرًا يسع ذلك، وإلا كتب عليه وعلى جوانبه.
"قال الخلال" الحسن بن علي بن محمد أبو علي، ثقة حافظ، نزيل مكة، وبها مات، "أخبرنا أبو بكر" أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم الثقة الحافظ: "أن أبا عبد الله" أحمد بن حنبل، "جاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله تكتب" خبر بمعنى الطلب أو نقدر الهمزة، أي تكتب "لامرأة قد عسر عليها ولدها" أي خروجه.
وفي نسخة: الولادة "منذ يومين، فقال قل له يجيء بجام" إناء أبيض، أو نظيف "واسع وعفران، قال المروزي: ورأيته يكتب لغير واحد، وفي المدخل" لابن الحاج: "يكتب في آنية جديدة أخرج أيها الولد من بطن ضيق" بالتذكير؛ لأن البطن مذكر "إلى سعة هذه الدنيا، اخرج بقدرة الذي جعلك في قرار مكين إلى قدر معلوم {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَل} إلى آخر السورة {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} ويمحى بالماء "وتشربه النفساء" أي التي تعسرت عليها الولادة، سماها نفساء تفاؤلًا؛ بأن الولد يخرج فتصير نفساء، "ويرش منه على وجهها".
"قال الشيخ المرجاني: أخذته عن بعض السادة، فما كتبته لأحد إلا نجح" أي ولد "في وقته انتهى".
"وروى عكرمة عن ابن عباس قال: مر عيسى عليه السلام على امرأة، وقد اعترض ولدها في بطنها، فقالت يا كلمة الله" أي يا من هو مكون بكلمة الله وأمره الذي هو، كن بلا