كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

فقال عيسى: يا خالق النفس من النفس، ويا مخلص النفس من النفس، ويا مخرج النفس من النفس خلصها، قال: فرمت بولدها قال: فإذا عسر على المرأة ولدها فاكتبه لها.
ومما يكتب أيضًا لذلك، ويكون في إناء نظيف: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ، وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ، وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} [الانشقاق: 1-4] وتشرب الحامل منه وترش على بطنها فتضع سريعًا.
ومما يكتب للرعاف على جبهة المرعوف {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [هود: 44] ولا يجوز كتبها بدم الراعف كما يفعله بعض الجهال، فإن الدم نجس فلا يجوز أن يكتب به كلام الله.
ومما يكتب لعرق النسى: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم رب كل شيء، ومليك كل شيء، وخالق كل شيء، أنت خلقتني وخلقت عرق النسى فيَّ فلا
__________
واسطة أب ولا نطفة، "ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه، فقال عيسى: يا خالق النفس من النفس، ويا مخلص النفس من النفس، ويا مخرج النفس من النفس، خلصها، قال: فرمت بولدها" أي ولدته، "قال: فإذا عسر على المرأة ولدها" أي خروجه، "فأكتبه لها، ومما يكتب أيضًا لذلك ويكون في إناء نظيف {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّت، وَأَذِنَتْ} سمعت وأطاعت في الانشقاق {لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} أي حق لها أن تسمع وتطيع، {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّت} زيد في سعتها كما يمد الأديم، ولم يبق فيها بناء ولا جبل، {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا} من الموتى على ظهورها، {وَتَخَلَّتْ} عنه، "وتشرب الحامل منه وترش على بطنها، فتضع سريعًا" بإذن الله.
"ومما يكتب للرعاف" خروج الدم من الأنف، ويقال: هو الدم الخارج نفسه "على جبهة المرعوف، {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} الذي نبع منك، فشربته دون ما نزل من السماء، فصار أنهارًا وبحارًا، {وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} أمسكي عن المطر، فأمسكت {وَغِيضَ} نقص {الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} أي تم أمر هلاك قوم نوح، "ولا يجوز كتبها بدم الراعف، كما يفعله بعض الجهال فإن الدم نجس، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله" عز وجل.
"ومما يكتب لعرق النسى" بزنة حصى عرق في الفخذ، والتثنية نسيان، كما في المصباح: "بسم الله الرحمن الرحم، اللهم رب كل شيء، ومليك كل شيء، وخالق كل

الصفحة 462