كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
[ذكر ما يقي من كلام بلاء] :
عن أبان بن عثمان عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات حين يمسي لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي". قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الذي يسمع منه الحديث ينظر إليه، فقال مالك تنظر إلي فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما
__________
ذكر ما يقي، "أي يحفظ قائله" من كل بلاء:
فلا يصل إليه بلاء، وهذه غير قوله سابقًا رقية تنفع كل شكوى؛ لأن تلك تزيل ما حل به من المرض؛ "عن أبان بن عثمان" بن عفان الأموي المدني، الثقة، مات سنة خمس ومائة، "عن أبيه" ذي النورين، "قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات حين يمسي" أي حين يدخل وقت المغرب، "لم تصبه فجأة" "بضم الفاء والمد" وفي لغة بزنة تمرة، أي بغتة "بلاء حتى يصبح" يدخل وقت الصبح، "ومن قالها" ثلاث مرات "حين يصبح" يدخل وقت الصبح، "لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي" فينبغي المحافظة عليها مساء وصباحًا.
"قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج" "بالفاء والجيم" مرض يحدث في أحد شقي البدن طولًا فيبطل إحساسه وحركته، وربما كان في الشقين، ويحدث بغتة، "فجعل الذي يسمع منه الحديث ينظر إليه" نظر تعجب، كأنه يقول لم جاءك هذا العارض، "فقال" أبان: "مالك تنظر إلي، فوالله ما كذبت على عثمان" يعني أباه، "ولا كذب عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني" يعني الفالج "غضبت" "بغين فضاد معجمتين فموحدة"،