كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

أصابني غضبت فنسيت أن أقولها. رواه أبو داود، ورواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعنده: فكان أباه قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان: ما تنظر إلي، أما إن الحديث كما حدثتك ولكن لم أقله يومئذ ليمضي الله قدره.
__________
"فنسيت" بسبب الغضب "أن أقولها".
وفي نسخة: عصيت "بمهملتين وتحتية من العصيان"، أي فعلت ما كان سببًا للنسيان، وهو المعصية، وسماه معصية وإن لم يكن كذلك على عادتهم من عدم التقصير ما أمكن، فيعدون نحو خلاف الأولى عصيانًا.
"رواه أبو داود، ورواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وعنده" أي الترمذي: "فكان أبان قد أصابه طرف فالج" أي بعضه، "فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر إليَّ أما" "بالفتح وخفة الميم"، "إن الحديث كما حدثتك، ولكن لم أقله يومئذ" أي يوم أصابه "ليمضي" أي لينفذ "الله قدره" السابق في علمه.
[ذكر ما يستجلب به المعافاة من سبعين بلاء] :
وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد المالكي الأفريقي، في كتابه "أخبار أفريقية" عن أنس بن مالك مرفوعًا: "من قال: بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات برئ من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وعوفي من سبعين بلاء من بلايا الدنيا، منها الجنون والجذام والبرض والريح".
ويشهد له ما رواه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله عليه الصلاة
__________
ذكر ما يستجلب به المعافاة من سبعين بلاء:
"ذكر أبو محمد عبد الله بن محمد المالكي، الأفريقي" بفتح الهمزة نسبة إلى أفريقية، من كبار بلاد المغرب، كذا في اللب وفي المراصد إفريقية: "بالكسر اسم لبلاد واسعة ومملكة يسيرة" "في كتابه أخبار أفريقية، عن أنس بن مالك مرفوعًا: "من قال بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات برئ" أي عوفي "من ذنوبه" بمحوها عنه "كيوم ولدته أمه" فيصير بلا ذنب، "وعوفي من سبعين بلاء من بلايا الدنيا، منها: الجنون والجذام والبرص والريح" أي ما يصيبه من الأرواح الخبيثة، "ويشهد له" أي يقويه ويدل على أن له أصلًا "ما رواه الترمذي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من قول لا حول

الصفحة 465