كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
والسلام: "أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإنها من كنز الجنة".
قال مكحول: فمن قال لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه، كشف الله عنه سبعين بابًا من الضر أدناها الفقر.
وروى الطبراني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم".
ومن ذلك في الأمان من الفقر:
عن أبي موسى قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "من قال لا حول
__________
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإنها من كنز الجنة" أي ثوابها نفيس مدخر في الجنة، كما يدخر الكنز ويحفظ في الدنيا، فإن الأكمل إنما طريقه التشبيه، شبه نفس ثواب مدخر في الجنة أنفس: مال مدخر تحت الأرض في أن كل واحد منهما معد للانتفاع به بأبلغ انتفاع.
"قال مكحول" الشامي أبو عبد الله، ثقة، فقيه، كثير الإرسال، مات سنة بضع عشرة ومائة؛ "فمن قال لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ" "بفتح الميم والجيم"، أي لا متحصن "من الله إلا إليه، كشف الله عنه سبعين بابًا من الضر، أدناها الفقر".
وفي نسخة: أدناهن، والأولى أولى؛ لأن جمع الكثرة فيما لا يعقل إفراد الضمير الراجح إليه أولى من جمعه.
قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بمتصل؛ إذ مكحول لم يسمع من أبي هريرة.
قال المنذري: ورواه النسائي والبزار مطولًا ورفعًا، ولا منجا من الله إلا إليه، ورواتهما ثقات محتج بهم، ورواه الحاكم، وقال: صحيح ولا علة له، وفي رواية له، وصححها أيضًا قال: "يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة"؟، قلت: بلى يا رسول الله، قال: "تقول لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه".
"وروى الطبراني" في الوسط، والحاكم "عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم: "من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء" مائة إلا واحدة، "أيسرها الهم".
قال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقب بأن فيه بشر بن رافع ضعيف، "ومن ذلك من الأمان من الفقر عن أبي موسى" عبد الله بن قيس الأشعري، "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة في كل يوم لم يصبه فقرًا أبدًا"، رواه ابن أبي الدنيا".