كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

النوع الثاني: في طبه صلى الله عليه وسلم بالأدوية الطبيعية
[ذكر ما كان عليه الصلاة والسلام يعالج به الصداع والشقيقة] :
اعلم أن الصداع ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله، فما كان منه أحد جانبي الرأس لازمًا سمي شقيقة -بوزن عظيمة- وسببه أبخرة مرتفعة إلى الدماغ، أو أخلاط حارة أو باردة ترتفع إلى الدماغ، فإن لم تجد منفذًا أحدثت الصداع، وإن مال إلى أحد شقي الرأس أحدث الشقيقة، وإن ملك كل الرأس أحدث داء البيضة تشبيهًا ببيضة السلاح التي تشتمل على الرأس كله.
__________
"النوع الثاني:" "في طبه صلى الله عليه وسلم بالأدوية الطبيعية"
أي الموافقة للطبيعة، سواء عالج بها نفسه أو غيره، وأل في النوع عهدية، والمعهود ما عبر عنه سابقًا بالأدوية الطبيعية فذكر هنا إيضاحًا.
ذكر ما كان عليه الصلاة والسلام يعالج به الصداع والشقيقة:
بمعجمة وقافين عطف خاص على عام، كما يفيده قوله: "اعلم أن الصداع ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله، فما كان منه في أحد جانبي الرأس لازمًا" زاد في الفتح: أو في مقدمه، "سمي شقيقة بوزن عظيمة" أي كما يسمى صداعًا، ومفهومه: أن غير الملازم لا يسمى شقيقة، لكن الحافظ لم يقيده بلازمًا، "وسببه أبخرة مرتفعة إلى الدماغ" من المعدة، "أو أخلاط حارة أو باردة ترتفع" تصعد من المعدة "إلى الدماغ، فإن لم تجد" تلك الأبخرة أو الأخلاط "منفذًا" تخرج منه، كانسداد مسام الشعر، "أحدثت الصداع، وإن مال" البخار، أو المرتفع "إلى أحد شقي الرأس أحدث الشقيقة" فالمحدث هو الألم، وهو غير المائل، "وإن ملك كل الرأس أحدث داء البيضة" أي الداء المسمى بالبيضة، وهي وجود الألم في جميع الرأس، "تشبيهًا ببيضة السلاح التي تشتمل على الرأس كلها" كذا في جميع النسخ مؤنثًا، باعتبار أنه بضعة من الجسد، أو باعتبار الهامة، وإلا فالواجب كله؛ إذ الرأس مذكر اتفاقًا.

الصفحة 469