كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

وأسباب الصداع كثيرة: منها ما تقدم، ومنها ما يكون عن ورم في المعدة أو في عروقها، أو ريح غليظة فيها، أو لامتلائها، ومنها ما يكون من الحركة العنيفة كالجماع والقيء والاستفراغ والسهر وكثرة الكلام، ومنها ما يحدث من الأعراض النفسانية كالهم والحزن والجوع والحمى، ومنها ما يحدث عن حادث في الرأس كضربة تصيبه أو ورم في صفاق الدماغ، أو حمل شيء ثقيل يضغط الرأس، أو تسخينه بشيء خارج عن الاعتدال، أو تبريده بملاقاة الهواء أو الماء في البرد.
وأما الشقيقة: فهي في شرايين الرأس وحدها، وتختص بالموضع الأضعف
__________
وفي الفتح: وإن ملك قمة الرأس، وهو ظاهر في أنها أعلاه؛ لأن القمة "بكسر القاف" أعلى الرأس، كما في القاموس، ويحتمل أن يراد بها كل الرأس، فيوافق ظاهر المصنف.
"وأسباب الصداع كثيرة، منها ما تقدم، ومنها ما يكون عن ورم في المعدة" نفسها، "أو في عروقها، أو ريح غليظة فيها، أو لامتلائها" بكسرة الأكل، "ومنها ما يكون من الحركة العنيفة الشديدة، كالجماع والقيء والاستفراغ" للجهد في دم وإسهال ونحوهما.
وفي الفتح: والاستفراغ الناشئ عن جماع أو حمام أو غيرهما، "والسهر" الكثير، "وكثرة الكلام" لا سيما العالي، "ومنها: ما يحدث من الأعراض النفسانية: كالهم والحزن والجوع" المفرط "والحمى، ومنها ما يحدث عن حادث في الرأس، كضربة تصيبه، أو ورم في صفاق الدماغ" "بكسر الصاد المهملة، وزن كتاب" أي الجلد الأسفل الذي تحت الجلد، الذي عليه شعر الرأس، وهو الذي يعبر عنه الفقهاء بالسمحاق، ولعل إضافته للدماغ مع أن بينه وبين العظم قبل الدماغ، الجلدة التي تسمى خيطة الدماغ، لقربه من الدماغ في الجملة، أو لكونه حافظة في الجملة، "أو حمل شيء ثقيل يضغط" "بفتح أوله وسكون الضاد وفتح الغين المعجمتين" من باب نفع، أي يعصر "الرأس" أي كأنه يعصره بحيث يصيره كأن أجزاءه انضم بعضها إلى بعض، لشدة ثقل ذلك الشيء عليه، "أو تسخينه" بالخفض عطفًا على ضربة "بشيء خارج عن الاعتدال" كلبس ثقيل برأسه، أو دهنه بشيء زائد في التسخين، أو أكل العقاقير المسخنة بقوة، فعدل عن قول الفتح أو تسخينه بلبس شيء خارج عن الاعتدال لإفادة التعميم، وأن اللبس كالمثال، "أو تبريده بملاقاة الهواء أو الماء في البرد" لا في الحر.
"وأما الشقيقة، فهي" الكائنة "في شرايين الرأس" "بشين معجمة مفتوحة فراء فألف فتحتيتين فنون، جمع شريان بفتح المعجمة وكسرها مع سكون الراء" أي العروق النابضة، أي

الصفحة 470