كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
من الرأس. وعلاجها بشد العصابة.
وقد أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة أنه صلى الله عليه وسلم كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين لا يخرج.
وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته: "وارأساه" وأنه خطب وقد عصب رأسه. فعصب الرأس ينفع في الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس.
وفي البخاري من حديث ابن عباس: احتجم صلى الله عليه وسلم وهو محرم في رأسه من شقية كانت به. وقد جاءت مقيدة في بعض طرق ابن عباس نفسه، فعند أبي داود الطيالسي في مسنده من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في وسط رأسه. وقد قال الأطباء: إنها نافعة جدًّا.
__________
المتحركة "وحدها" دون غيرها، "وتختص بالموضع الأضعف من الرأس، وعلاجها بشد العصابة" "بكسر العين" ما عصب به، كالعصب والعمامة كما في القاموس.
"وقد أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة" بن الحصيب بتصغيرهما "أنه صلى الله عليه وسلم كان ربما أخذته الشقيقة، فيمكث اليوم" تارة، "واليومين" أخرى، "لا يخرج" لما فيه من الوجع زيادة في أجره.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ "وفي الصحيح" عن عائشة "أنه صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته: "وارأساه" فيه أن ذكر الوجع ليس شكاية، فكم من ساكت وهو ساخط، وكما من شاك وهو راض، فالمعول في ذلك على القلب، لا على نطق اللسان، وقد بسط المصنف هذا المعنى في المقصد الأخير، "وإنه خطب" فيمرض موته، أي وعظ الناس وأوصاهم، "وقد عصب رأسه" أي شدة بعصابة، "فعصب الرأس ينفع في الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس" بتخفيف الوجع.
"وفي البخاري من حديث ابن عباس: "احتجم صلى الله عليه وسلم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به" زاد في رواية عند البخاري بماء يقال له: لحى جمل، أي بمنزل فيه ماء يسمى لحى "بفتح اللام وسكون المهملة" والإفراد، وفي رواية لحيا بالتثنية، وجمل "بفتح الجيم والميم" موضع بطريق مكة ند عقبة الجحفة، وأطلق في قوله: في رأسه، "وقد جاءت مقيدة بما في بعض طرق" حديث "ابن عباس نفسه، فعند أبي داود" سليمان بن داود بن الجارود "الطيالسي، في مسنده من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في وسط رأسه" وكذا جاء في حديث عبد الله بن بحينة عند البخاري بهذا اللفظ، فتحمل عليه روايته المطلقة "وقد قال