كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

ويقول: إنه نافع بإذن الله من الصداع. وفي صحته نظر.
وهو علاج خاص بما إذا كان الصداع من حرارة ملتهبة، ولم يكن عن مادة يجب استفراغها، وإذا كان كذلك نفع فيه الحناء نفعًا ظاهرًا. قالوا: وإذ دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع، وهذا لا يختص بوجع الرأس بل يعم جميع الأعضاء.
وفي تاريخ البخاري وسنن أبي داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعًا في رأسه إلا قال له "احتجم"، ولا شكا وجعًا في رجليه إلا قال له "اختضب بالحناء".
وفي الترمذي عن علي بن عبد الله عن جدته -وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم- قالت: ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة ولا نكتة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء.
__________
قال المجد: صدع بالضم تصديعًا، ويجوز في الشعر صدع، كعنى، فهو مصدوع، فقصر التخفيف على الشعر "غلف" "بفتح المعجمة واللام مخففة ومثقلة"، أي ضمخ "رأسه بالحناء" "بالكسر والمد"، "ويقول: إنه نافع بإذن الله من الصداع، وفي صحته نظر".
"وهو علاج خاص بما إذا كان الصداع من حرارة ملتهبة" أي قوية، "ولم يكن" ناشئًا "عن مادة يجب استفراغها" فلا ينجع فيه استفراغ هذه المادة، وإذا كان من برد لم ينفع فيه الحناء، بل يزيده لبردها، "وإن كان كذلك" أي حارًا لم ينشأ عن مادة، "نفع فيه الحناء نفعًا ظاهرًا" لأن المرض يعالج بضده، "قالوا: وإذا دق وضمدت" "بخفة الميم وشدها مبني للمجهول، أي شدت "به الجبهة مع الخل سكن الصداع، وهذا لا يختص بوجع الرأس، بل يعم جميع الأعضاء" أي وجعها كلها.
"وفي تاريخ البخاري وسنن أبي داود" والترمذي وابن ماجه، كلهم عن سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعًا في رأسه إلا ال له: "احتجم"، ولا شكا وجعًا في رجليه إلا قال له: "اختضب" الرواية أخضبهما "بالحناء".
قال الترمذي: حديث غريب، إنما نعرف من حديث قائد.
"وفي الترمذي عن علي بن عبد الله" بن أبي رافع: كذا وقع مكبرًا، قال الحافظ: والصواب عبيد الله، يعني مصغرًا ابن أبي رافع، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، "عن جدته" سلمى أم رافع زوج أبي رافع، صحابية لها أحاديث، "وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة" "بالقاف" واحدة القروح، التي تخرج في الجسد، "ولا نكتة" "بضم النون وسكون الكاف وفوقية" أي: أثر يسير "إلا أمرني أن أضع عليها الحناء" "بالمد".

الصفحة 473