كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

[ذكر طبه صلى الله عليه وسلم للرمد] :
وهو مرض حار يعرض في الطبقة الملتحمة من العين، وهو بياضها، وسببه، انصباب أحد الأخلاط وأبخرة تصعد من المعدة إلى الدماغ، فإن اندفع إلى الخياشيم أحدث الزكام، أو إلى العين أحدث الرمد، أو إلى اللهاة والمنخرين أحدث الخنان -بالخاء المعجمة والنون- أو إلى الصدر أحدث النزلة، أو إلى القلب أحدث الشوصة، وإن لم ينحدر وطلب نفاذًا فلم يجد أحدث الصداع، كما تقدم.
وروي أنه عليه الصلاة والسلام كان يعالج الرمد بالسكون والدعة وترك الحركة.
__________
ذكر طبه صلى الله عليه وسلم للرمد:
لعله لم يقل لداء الرمد؛ لأنه لا يسمى مرضًا عرفًا، "وهو مرض حار يعرض في الطبقة الملتحمة من العين، وهو بياضها" الظاهر، كما زاده الحافظ "وسببه انصباب أحد الأخلاط" أمزجة الإنسان الأربعة، "وأبخرة" الواو بمعنى أو، وفي نسخ: بأو "تصعد من المعدة إلى الدماغ، فإن اندفع" الحاصل من الأخلاط أو الأبخرة "إلى الخياشيم" جمع خيشوم: بزنة فيعول أقصى الأنف "أحدث الزكام" بضم الزاي، وهو تحلب فضول رطبة من بطني الدماغ المقدمين إلى المنخرين، وقد زكم كعنى، كما في القاموس، "أو" اندفع "إلى العين، أحدث الرمد، أو إلى اللهاة" بفتح اللام: اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم، "والمنخرين أحدث الخنان بالخاء المعجمة والنون، أو إلى الصدر أحدث النزلة" بفتح النون، وهي كالزكام "أو إلى القلب أحدث الشوصة" بشين معجمة مفتوحة فواو ساكنة فصاد مهملة وجع في البطن، أو ريح يتعقب في الأضلاع، أو ورم في حجابها، من داخل، واختلاج العروق قاله القاموس، "وإن لم ينحدر وطلب نفاذًا" بالذال المعجمة أي خروجًا، "فلم يجد" منفذًا "أحدث الصداع، كما تقدم" أول الكلام.
"وروي أنه عليه الصلاة والسلام كان يعالج الرمد بالسكون والدعة" بفتح المهملتين الراحة، فقوله: "وترك الحركة" عطف سبب على مسبب.

الصفحة 474