كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

أخت عكاشة، أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "علام تدغرون أولادكن بهذا العلاق؟ عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب" يريد الكست وهو العود الهندي.
__________
خزيمة" بن مدركة بن إلياس بن مضر، احترازًا عن أسد ربيعة وغيره، وتلو هذا البخاري: وكانت من المهاجرات الأول، اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم، "وهي أخت عكاشة" بالتشديد" ابن محصن، أحد من يدخل الجنة بغير حساب "أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها".
قال الحافظ: لم أعرف اسمه، "قد أعلقت" وفي رواية: علقت "بشد اللام بدون ألف"، وصوب الحافظ وغيره الأول، وهما في البخاري، أما مسلم، فإنما فيه أعلقت بالألف، وهما بمعنى: لكن اللغويون إنما يقولون: أعلقت، أفاده عياض "عليه".
وفي رواية للبخاري، عنه: وصوب ابن الأعرابي عليه، وهو ما في مسلم، وقال الخطابي: المحدثون يقولون عليه والصواب عنه، أي دفعت عنه، ومعنى أعلقت عليه أو ردت عليه العلوق، أي ما عذبته به "من العذرة".
وقال النووي: أي عالجت رفع لهاته بإصبعها، وقال عياض: فسره سفيان برفع الحنك بالإصبع، وأبو عبيد برفع اللهاة وكل متقارب، "فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "علام" بدون ألف بعد الميم وفي رواة: بالألف، أي لأي شيء "تذغرن أودلاكن بهذا العلاق" "بكسر العين وفتحها"، وفي رواية: الإعلاق، وهما بمعنى، ولكن أهل اللغة إنما يذكرون الإعلاق رباعي، وتفسيره غمز العذرة، قال عياض، أي لأنه مصدر أعلقت.
وقال القرطبي: هو الأشهر لغة، حتى زعم بعضهم أنه لا يجوز العلاق، وقال ابن الأثير، يجوز على أن العلاق اسم المصدر الذي هو الإعلاق، كما قالوا في العطاء أنه اسم المصدر الذي هو الإعطاء، قال القرطبي: والرواية في العلاق "بكسر العين" انتهى.
وضبطه النووي بفتحها، فهما روايتان، وفي الكلام معنى الإنكار، أي على أي شيء تعالجن هذا الداء بهذه الآفة والمداوة الشنيعة، فلا تفعلن ذلك، ولكن "عليكم" "بالميم"، ورواه الكشميهني: عليكن "بالنون" وهما باعتبار الأشخاص والأنفس، قاله المصنف: "بهذا العود الهندي" يعني: استعملوه على ما يأتي بيانه، "فإن فيه سبعة أشفية" جمع شفاء، أي أدوية، "منها ذات الجنب" أي الألم العارض فيه من رياح غليظة مؤذية، وتسمى الشوصة، وقال الترمذي: هي السل.
قال القرطبي: وفيه بعد، والمعروف الأول، وفي الرواية للشيخين: فإن فيه سبعة أشفية من سبعة أدواء، منها: ذات الجنب، يسعط به من العذرة، ويلد به من ذات الجنب، أي بأن يصب الدواء في أحد شقي الفم، ويسعط ابتداء كلام بيان لصفة التداوي، "يريد" صلى الله عليه وسلم "الكست

الصفحة 482