كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
يفسده في أول مرة لأن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب الداء، إن قصر عنه لم يدفعه بالكلية، وإن جاوزه أوهى القوة وأحدث ضررًا آخر، فكأنه شرب منه أولًا مقدارًا لا يفي بمقاومة الداء، فأمره بمعاودة سقيه، فلما تكررت الشربات برأ بإذن الله تعالى.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "كذب بطن أخيك" إشارة إلى أن هذا الدواء، نافع، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في الشفاء، ولكن لكثرة المادة الفاسدة، فمن ثم أمره بمعاودة شرب العسل لاستفراغها.
وقال بعضهم: إن العسل تارة يجري سريعًا إلى العروق وينفذ معه جل الغذاء ويدر البول فيكون قابضًا، وتارة يبقى في المعدة فيهيجها بلذعة لها حتى يدفع الطعام ويسهل البطن فيكون مسهل، فإنكار وصفه بالمسهل مطلقًا قصور من المنكر.
__________
مرة لأن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب الداء" المرض "إن قصر عنه" "بفتحتين مخففًا"، كعقد، ومشددًا، أي عجز، كما في القاموس: "لم يدفعه بالكلية، وإن جاوزه أو هي" أضعف "القوة وأحدث ضررًا آخر، فكأنه" أي الرجل "شرب منه أولًا مقدارًا لا يفي بمقاومة الداء، فأمره بمعاودة سقيه، فلما تكررت الشربات برأ بإذن الله تعالى" "بزنة قرأ" لغة أهل الحجاز ولغة غيرهم، كعلم" والسياق في المرض، أما في الدين، فبالثاني فقط.
"وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "كذب بطن أخيك" إشارة إلى أن هذا الدواء، نافع، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في الشفاء، ولكن لكثرة المادة الفاسدة، فمن ثم أمره بمعاودة شرب العسل لاستفراغها" فشفي لما استفرغت.
"وقال بعضهم": هو صاحب كتاب المائة في الطب، كما في الفتح: "إن العسل تارة يجري سريعًا إلى العروق وينفذ معه جل الغذاء" أكثره "ويدر البول فيكون قابضًا، وتارة يبقى في المعدة فيهيجها بلذعة لها" "بذال معجمة وعين مهملة" أي يؤثر فيها كتأثير النار أما بمهملة فمعجمة، فلذوات السموم، كالعقرب، "حتى يدفع الطعام ويسهل البطن فيكون مسهل، فنكار وصفه" أي العسل "بالمسهل مطلقًا قصور من المنكر".
وقال القرطبي في المفهم: اعترض بعض زنادقة الأطباء هذا، فقال: أجمع الأطباء على أن العسل مسهل، فكيف يوصف لمن به الإسهال، وهذا كلام جاهل، بدليل صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وبصناعة الطب التي ينتمي إليها، أما الأول، فلأن من علم صدقه بدليل المعجزة، حقه إذا وجد