كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
السوداوي.
قال الرازي: السنى والشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة وينفعان من الجرب والحكة، والشربة من كل واحد منهما من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم.
وأما السنوات، فقيل هو العسل، وقيل: رب عكة السمن يخرج خطوطًا سودًا على السمن، وقيل: حب يشبه الكمون وليس به، وقيل: هو الكمون الكرماني، وقيل: إنه الرازيانج، وقيل: إنه الشبت، وقيل: إنه العسل الذي يكون في زقاق السمن.
قال بعض الأطباء: وهذا أجدر بالمعنى وأقرب إلى الصواب، أي: يخلط السنى مدقوقًا بالعسل المخالط للسمن، ثم يلعق فيكون أصلح من استعماله مفردًا، لما في العسل والسمن من إصلاح السنى وإعانته على الإسهال.
__________
"قال الرازي: والسني والشاهترج" "بشين معجمة وجيم" بالفارسية ملك البقول، ويسميه أهل مصر هاتراج، "يسهلان الأخلاط المحترقة، وينفعان من الجرب" بفتحتين خلط غليظ يحدث تحت الجلد من مخالطة البلغم الملح للدم، يكون معه بثور، وربما حصل معه هزال لكثرته، "والحكة" "بكسر الحاء داء يكون بالجسد" وفي كتب الطب: هي خلط رقيق يحدث تحت الجلد، ولا يحدث منه مدة، بل شيء كالنخالة، وهو سريح الزوال، "والشربة من كل واحد منهما من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم" باختلاف الأمزجة، ولا يزاد على سبعة.
"وأما السنوت، فقيل: هو العسل" النحل، "وقيل: هو رب عكة السمن، يخرج خطوطًا سودًا على السمن" فتلك الخطوط هي السنوت، "وقيل: حب يشبه الكمون، وليس به" أي وليس هو الكمون، "وقيل: هو الكمون الكرماني" "بكسر الكاف عند الأكثر، وصحيح ابن السمعاني فتحها وسكون الراء فيهما" "وقيل: إنه الراز يانج، وقيل: إنه الشبت" "بفوقية" المعروف، "وقيل: إنه العسل الذي يكون في زقاق السمن" "بكسر الزاي" السقاء الذي يجعل فيه.
"قال بعض الأطباء: وهذا" القول الأخير "أجدر بالمعنى وأقرب إلى الصواب" في تفسير قوله: عليكم بالسنى والسنوت، "أي يخلط السنى" حال كونه "مدقوقًا بالعسل" متعلق بيخلط، "والمخالط للسمن، ثم يعلق فيكون أصلح من استعماله" أي السنى "مفردًا لما في العسل والسمن من إصلاح السنى وإعانته على الإسهال" لأن رطوبتهما تقاوم اليبس الذي
في السني فتصلحه.