كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

[ذكر طبه صلى الله عليه وسلم للمفؤود] :
وهو الذي أصيب فؤاده بمرض، فهو يشتكيه كالمبطون.
روى أبو داود عن سعد قال: مرضت مرضًا، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: "إنك رجل مفؤود، فائت الحارث بن كلدة من ثقيف فإنه رجل متطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلد بهن الفؤاد".
__________
ذكر طبه صلى الله عليه وسلم للمفؤود وهو الذي أصيب فؤاده:
أي قلبه "بمرض، فهو يشتكيه كالمبطون، روى أبو داود" من طريق مجاهد: "عن سعد" ابن أبي وقاص، أحد العشرة، "قال: مرضت مرضًا، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني" يزورني، فوضع يديه على ثديي" تثنية ثدي "حتى وجد بردها على فؤادي" قلبي: "فقال: "إنك رجل مفؤود" أي تشتكي فؤادك، "فائت الحارث بن كلدة" "بفتح الكاف واللام"، ابن عمرو الثقفي، طبيب العرب، ذكره في الإصابة في القسم الأول، وقال: روى ابن إسحاق لما أسلم أهل الطائف، تكلم نفر منهم في العبيد الذين نزلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقهم، فقال: أولئك عتقاء الله، وكان ممن تكلم فيهم الحارث بن كلدة، قال غيره: وكان فيهم الأزرق مولى الحارث، ثم ذكر حديث أبي داود هذا، ثم قال: وقال ابن أبي حاتم: لا يصح إسلامه، وهذا الحديث يدل على جواز الاستعانة بأهل الذمة في الطب، قلت: وجدت له رواية في أمالي المحاملي.
وفي التصحيف للعسكري من طريق شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن الحارث بن كلدة، وكان أطب العرب، وكان يجلس في مقناة له، فقيل له في ذلك، فقال: الشمس تثفل الريح وتبلي الثوب وتخرج الداء الدفين.
قال العسكري: المقناة "بالقاف والنون" الموضع الذي لا تصيبه الشمس، وقوله: تثفل، بمثلثة وفاء مكسورة، أي تغيره، وروى الحربي في غريب الحديث، وعبد الملك بن حبيب في كتاب الطب النبوي، له أن عمر سأل الحارث بن كلدة: ما الدواء؟ قال: الازم، يعني الحمية، وروى أنه لما احتضر اجتمع الناس إليه، فقالوا: أوصنا، فقال: لا تتزوجوا إلا شابة، ولا تأكلوا الفاكهة إلا نضيجة، ولا يتعالجن أحدكم ما احتمل بدنه الداء، وعليكم بالنورة في كل شهر، فإنها مذهبة للبلغم، ومن تغدى فلينم بعده، ومن تعشى فليمش أربعين خطوة. انتهى ببعض اختصار "من ثقيف، فإنه رجل متطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة" أي التمر

الصفحة 498