كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

والتلبينة حساء يعمل من دقيق أو نخالة، وربما عمل فيه عسل، ويكون غذاؤه مصلوقة الدجاج أو لحم الضأن، ففعله فبرئ بعد أن أعيا الأطباء.
ومرض آخر بوجع الظهر، فشكا ذلك للشيخ فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشير بهذا الدواء، وهو عسل نحل وشونيز ودهن الإلية والزيت المرقي، ورقيق البيضة، ويخلط ذلك كله، ويمده على الموضع ويدر عليه دقيق العدس بقشرة مع الحرمل بعدما يدق دقًَّا ناعمًا حتى يعود مثل الدقيق؛ ففعله فبرئ.
وشكا بعض الناس الدوخة في رأسه فرأى الشيخ النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فأشار إلى هذا الدواء: قرنفل وزنجبيل وقرفة وجوزة طيب وسنبل، من كل واحد درهم ونصف، وشونيز درهمين، يدق الجميع ثم يطبخ ويعقد بعسل النحل، فإذا قرب استواؤه عصر عليه قليل ليمون، فيكون عسل النحل غالبًا عليه، ففعله فبرئ، انتهى.
وهذا وإن كان منامًا فقد عضدته التجربة مع إرشاد الشيخ المرجاني لذلك.
__________
"يعمل" أي يطبخ "من دقيق أو نخالة، وربما عمل فيها عسل" وربما عمل لبن، سميت بذلك تشبيهًا لها باللبن في بياضها ورقتها، "ويكون غذاؤه مصلوقة الدجاج أو لحم الضأن، ففعله، فبرئ بعد أن أعيا الأطباء".
وفي الصحيحين، عن عروة، عن عائشة: أنها كانت تأمر بالتلبية للمريض وللمحزون على الهالك، وتقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن التلبينة تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن" "بضم الفوقية وكسر الجيم وشد الميم، وبفتح الفوقية وضم الجيم"، وفي رواية: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض" الحديث.
قال القرطبي: روي مجمة "بفتح الميم والجيم، وبضم الميم وكسر الجيم"، أي تريح قلبه وتسكنه وتقويه، "ومرض آخر بوجع الظهر، فشكا ذلك للشيخ" المرجاني، "فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشير بهذا الدواء، وهو عسل نحل وشونيز ودهن الإلية، والزيت المرقي ورقيق البيضة" المسمى عرفًا بياض البيض، "ويخلط ذلك كله ويمده على الموضع" الموجوع، "ويدر عليه دقيق العدس بقشرة مع الحرمل" نبات بالبادية له حب أسود، وقيل: حب كالسمسم "بعد ما يدق ناعمًا حتى يعود مثل الدقيق، ففعله فبرئ" "بكسر الراء وفتحها" "وشكا بعض الناس الدوخة في رأسه، فرأى الشيخ" المرجاني "النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فأشار إلى هذا الدواء، قرنفل وزنجبيل وقرفا وجوزة طيب وسنبل، من كل واحد درهم ونصف، وشونيز درهمين، يدق الجميع ويطبخ، ويعقد بعسل النحل، فإذا قرب استواؤه عصر عليه قليل ليمون، ويكون عسل النحل غالبًا عليه، ففعله فبرئ. انتهى" كلام المدخل، "وهذا" كله "وإن كان منامًا فقد عضدته التجربة مع إرشاد الشيخ المرجاني لذلك" فلا بأس بالعمل به بصدق النية.

الصفحة 510