كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

[ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من داء عرف النسا] :
وهو بفتح النون والمهملة، المرض الحال بالعرق، والإضافة فيه من باب إضافة الشيء إلى محله. قيل: وسمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه. وهذا العرق ممتد من مفصل الورك وينتهي إلى آخر القدم وراء الكعب.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دواء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم يشرب على الريق في كل يوم جزاء". رواه ابن ماجه.
وهذا الدواء خاص بالعرب وأهل الحجاز ومن جاورهم، وهو أنفعه لهم؛ لأن
__________
ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من داء عرق النسا. وهو بفتح النون والمهملة:
والقصر "المرض الحال بالعرق" أي عرق الفخذ، "والإضافة فيه من باب إضافة الشيء إلى محله" المناسب لتفسيره، أن يقول من إضافة المحل إلى الحال فيه، وفي القاموس: أن النسا اسم للعرق نفسه لا للمرض؛ إذا قال: النسا عرق من الورك إلى الكعب، ويثنى نسوان ونسيان، قال الزجاج: لا تقل عرق النسا؛ لأن الشيء لا يضاف إلى نفسه. انتهى.
فيؤول إذا أضيف بأنه من إضافة المسمى إلى الاسم، "قيل: وسمي بذلك؛ لأن ألمه ينسي ما سواه" فهو من النسيان، وقيل: من النسء التأخير؛ لأنه يطول ويتأخر برؤه، "وهذا العرق ممتد من مفصل الورك، وينتهي إلى آخر القدم وراء الكعب".
"عن أنس" بن مالك "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دواء عرق النسا إليه شاة" "بفتح الهمزة وإسكان اللام مخففًا".
قال ابن السكيت وجماعة: ولا تكسر الهمزة، ولا يقال ألية بالتشديد، والجمع أليات، مثل: سجدة وسحدات، والتثنية أليان، "بحذف التاء على غير قياس"، وبإثباتها في لغة على القياس "أعرابية" "التاء في شاة للوحدة، فيصدق بالذكر والأنثى، لكن في رواية: بألية، كبش ليس بالعظيم ولا بالصغير، وفي أخرى: كبش أسود، فتحمل رواية شاة على الذكر الأسود الذي ليس بكبير ولا صغير؛ لأن المطلق يحمل على المقيد، "تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء" متساوية، "ثم يشرب على الريق في كل يوم جزاء".
"رواه ابن ماجه: وهذا الدواء خاص بالعرب وأهل الحجاز ومن جاورهم" من غيرهم،

الصفحة 511