كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)
هذا المرض يحدث من يبس، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة، فعلاجها بالإسهال. والإلية فيها الخاصيتان: الإنضاج والتليين. وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين. وفي تعيين الشاة الأعرابية، قلة فضولها وصغر مقدارها ولطف جوهرها، وخاصية مرعاها؛ لأنها ترعى أعشاب البر الحارة، كالشيخ والقيصوم ونحوهما، وهذا إذا تغذى بها الحيوان صار في لحمه من طبعها، بعد أن تلطفه تغذية، وتكسبها مزاجًا ألطف منها ولا سيما الإلية.
__________
لأن للمجاورة تأثيرًا، "وهو أنفعه لهم؛ لأن هذا المرض يحدث من يبس، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة" أي متعلقة، "فعلاجها بالإسهال والإلية، فيها الخاصيتان، الإنضاج" وهو تهيئته للحالة التي يسهل خروجه بعدها، من أنضجت اللحم إذا سويته بالطبخ "والتليين، وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين، وفي تعيين الشاة الأعرابية قلة فضولها وصغر مقدارها ولطف جوهرها وخاصية مرعاها؛ لأنها ترعى أعشاب البر الحارة، كالشيخ والقيصوم ونحوهما، وهذه" الأعشاب "إذا تغذى بها الحيوان صار في لحمه من طبعها بعد أن تلطفه" أي تلطف تلك الأعشاب لحمها "تغذية" "بالرفع اسم صار"، "وتكسبها مزاجًا ألطف منها، ولا سيما الإلية".
[ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من الورم] :
والخراجات بالبط والبزل، يذكر عن علي رضي الله عنه قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يعوده، بظهره ورم، فقالوا: يا رسول الله، بهذه معدة فقال: "بطوا عنه"، قال علي: فما برحت حتى بطت، والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد.
__________
ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من الورم:
أي الغلظ من المرض، وجمعه أورام، والفعل ورم يرم "بكسر الراء فيهما" "والخراجات" "بخاء معجمة وجيم"، مخففًا: جمع خراج كغراب "بالبط" أي الشق "والبزل" "بموحدة، وزاي عطف مرادف"، يقال: بزل الشيء إذا ثقبه وأخرج ما فيه، "ويذكر عن علي رضي الله عنه، قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يعوده بظهره ورم، فقالوا: يا رسول الله بهذه معدة" "بكسر الميم" قيح غليظ، "فقال: "بطوا" أي شقوا "عنه" أي عما احتبس فيه، "قال علي: فما برحت" أي زلت من مكاني "حتى بطت والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد" أي حاضر.