كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

[ذكر طبه عليه الصلاة والسلام بقطع العروق والكي جميعًا] :
روى البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب طبيبًا، فقطع له عرقًا وكواه عليه.
وأخرج مسلم عن جابر: لما رمي سعد بن معاذ في أكحله، جسمه النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى الطحاوي، وصححه الحاكم عن أنس قال: كواني أبو طلحة في
__________
ذكر طبه عليه الصلاة والسلام بقطع العروق والكي جميعًا:
كما في الحديث الأول، وبالكي وحده كما في بقية الأحاديث التي ساقها، ولم يذكر الطب بقطع العرق وحده، وسواء كان ذلك في نفسه بناء على تسليم أنه اكتوى، أو لغيره بإرشاده لمن يفعله في نفسه أو غيره.
"روى البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب" بن قيس الأنصاري، النجاري، سيد القراء، من فضلاء الصحابة، "طبيبًا فقطع له عرقًا" أي فصده "وكواه عليه".
وفي رواية لمسلم أيضًا، عن جابر، قال: رمى أبي يوم الأحزاب على أكحله، فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أمر بكيه.
قال القرطبي: فيه دلالة على أنه لا يلي عمل الشيء إلا من يغرفه، وعلى جواز الكي إذا صحت منفعته أو دعت إليه حاجة، والنهي عنه إنما هو إذا وجد عنه غنى، ولذا لا يقال أن أبيا المشهود؛ بأنه أقرأ الأمة، وسعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته ليسا من السبعين ألفًا الذين لا يكتوون.
"وأخرج مسلم عن جابر: لما رمي" "بضم الراء مبني للمجهول" "سعد بن معاذ" يوم الخندق "في أكحله" "بفتح الهمزة وسكون الكاف وفتح الحاء المهملة" عرق في الذراع يفصد، قال الخليل: هو عرق الحياة، ويقال له نهر الحياة، في كل عضو منه شعبة، له اسم آخر، وإذا قطع في اليد لم يرقا الدم.
قال أبو حاتم: يقال له في اليد الأكحل، وفي الفخذ النسا، وفي الظهر الأبهر "جسمه" أي قطع دمه بالكي "النبي صلى الله عليه وسلم" بيده بمشقص، ثم ورمت الثانية فحسمه، هذا بقية الحديث في مسلم: "بميم مكسورة ومعجمة ساكنة، فقاف، فمهملة" نصل السهم الطويل.
"وروى الطحاوي، وصححه الحاكم عن أنس قال: كواني أبو طلحة" زيد بن سهل

الصفحة 513