كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

قال في فتح الباري: ولم أر في أثر صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى، إلا أن القرطبي نسب إلى كتاب آداب النفوس للطبري أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى، وذكره الحليمي بلفظ: روى أنه اكتوى للجرح الذي أصابه بأحد. قال الحافظ ابن حجر: والثابت في الصحيح في غزوة أحد أن فاطمة أحرقت حصيرًا فحشت به جرحه، وليس هذا الكي المعهود. انتهى.
__________
"قال في فتح الباري: ولم أر في أثر صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى، إلا أن القرطبي نسب إلى كتاب آداب النفوس للطبري" محمد بن جرير "أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى، وذكره الحليمي بلفظ: روى أنه اكتوى للجرح الذي أصابه بأحد. قال الحافظ ابن حجر" تعقبًا عليهما: "والثابت في الصحيح" البخاري "في غزوة أحد" وفي غيرها، ومنه في الطب، وبوب عليه باب حرق الحصير ليسد به الدم، "أن فاطمة أحرقت حصيرًا فحشت به جرحه، وليس هذا الكي المعهود. انتهى".
يعني فإن كان ذلك مراد من قال: اكتوى، لم يصح إلا بتأويل؛ أنه أطلق الكي على الحشو برماد الحصير مجازًا، وقد جزم ابن التين؛ بأنه اكتوى، وابن القيم بأنه لم يكتو، ولفظ الصحيح عن سهل بن سعد: لما كسرت على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضة، وأدمي وجهه، وكسرت رباعيته، كان علي يختلف بالماء في المجن، وجاءت فاطمة تغسل عن وجهه الدم، فلما رأت الدم يزيد على الماء كثرة، عمدت إلى حصير، فأحرقتها وألصقتها على جرحه، فرقا الدم.
ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من الطاعون:
قال الخليل بن أحمد: الطاعون الوباء، وقال ابن الأثير: الطاعون المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة، وقال القاضي أبو
__________
ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من الطاعون:
بوزن فاعول من الطعن، عدلوا به عن أصله ووضعوه دالًّا على الموت العام، كالوباء، ويقال: طعن، فهو مطعون، وطعين إذا أصابه الطاعون، وإذا أصابه الطعن بالرمح، هذا كلام الجوهري، "قال الخليل بن أحمد" الأزدي الفراهيدي أبو عبد الرحمن البصري، اللغوي، صاحب العروض والنحو، صدوق، عالم، عابد، مات بعد الستين ومائة، وقيل: سنة سبعين أو بعدها" "الطاعون: الوباء".
"وقال ابن الأثير" في النهاية: في طعن " الطاعون المرضى العام والوباء الذي يفسد له الهواء، فتفسد به الأمزجة" فمفهوم هذا تغايرهما، وقال في وبأ الوباء: "بالقصر والمد والهمزة" الطاعون والمرض العام، فجعلهما جزأين من جزئيات الوباء، فمفهومه تساويهما.

الصفحة 517