كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

قال: سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هو وخز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة".
قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر: يقع في الألسنة، وهو في النهاية تبعًا لغريبي الهروي بلفظ "وخز إخوانكم" ولم أره بلفظ "إخوانكم" بعد التتبع الطويل البالغ في شيء من طرق الحديث المسندة، لا في الكتب المشهورة ولا في الأجزاء المنثورة، وقد عزاه بعضهم لمسند أحمد والطبراني أو كتاب الطواعين لابن أبي الدنيا، ولا وجود لذلك في واحد منها والله أعلم. انتهى.
__________
عارم "بن أبي موسى الأشعري" ثقة، من رجال الجميع، مات سنة ست ومائة، وكان أسن من أخيه أبي بردة، "عن أبيه" عبد الله بن قيس الأشعري، "قال: سألت عنه" أي الطاعون "رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "هو وخز" "بفتح الواو وسكون المعجمة، بعدها زاي" "أعدائكم من الجن" أي كفارهم، قال أهل اللغة: الوخز الطعن إذا كان غيرنا، فذو وصف طعن الجن بأنه وخز؛ لأنه يقع من الباطن إلى الظاهر، فيؤثر في الباطن أولًا، ثم يؤثر في الظاهر، وقد لا ينفذ، وهذا بخلاف طعن الإنس، فإنه يقع من الظاهر إلى الباطن، فيؤثر في الظاهر أولًا، ثم يؤثر في الباطن، وقد لا ينفذ، كما في الفتح، "وهو لكم شهادة" أي لكل مسلم وقع به، أو وقع في بلد هو فيها.
ففي البخاري عن عائشة؛ أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها أنه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد.
"قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر: يقع" هذا الحديث "في الألسنة، وهو في النهاية تبعًا لغريبي الهروي" أي كتابه المؤلف في غريبي القرآن والحديث "بلفظ: وخز إخوانكم ولم أره بلفظ إخوانكم بعد التتبع الطويل، البالغ" الغاية "في شيء من طرق الحديث المسندة" المروية بالأسانيد، "لا في الكتب المشهورة" كالستة والمسانيد العشرة والمعاجم، "ولا في الأجزاء المنثورة".
"وقد عزاه بعضهم" هو صاحب كتاب آكام المرجان في أحكام الجان، كما في شرح المصنف "لمسند أحمد والطبراني أو كتاب الطواعين لابن أبي الدنيا، ولا وجود لذلك في واحد منها والله أعلم. انتهى".
قال المصنف: فإن قلت: فإذا كان الطعن من الجن، فكيف يقع في رمضان والشياطين تصفد فيه وتسلسل؟
أجيب: باحتمال أنهم يطعنون قبل دخول رمضان، ولم يظهر التأثير إلا بعد دخوله، وقيل

الصفحة 521