كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 9)

فما زال يطحنها بكفه حتى رفعها عنها وما أرى أثرها.
ومسح صلى الله عليه وسلم وجه أبيض بن جمال وكان به القوباء فلم يمس من ذلك اليوم ومنها أثر، رواه البيهقي وغيره.
__________
أي يحول بينه وبين أن يقبض عليه أيضًا، وأسقط من لفظ الحديث، فقال صلى الله عليه وسلم: "ادن" فدنوت، "فنفث في كفي" ليحصل الشفاء ببركة ريقه الشريف، "ووضع كفه على السلعة، فما زال يطحنها بكفه" أي يدلكها، وعبر بالطحن عن الدلك مجازًا "حتى رفعها" أي ما زال يكرر الدلك إلى أن رفع كفه "عنها" أي السلعة، "وما أرى أثرها" لزواله والكف مؤنثة من الإنسان، وغيره قال ابن الأنباري: وزعم من لا يثوب به أن الكف مذكر، ولا يعرف تذكيرها ممن يوثق بعلمه، لكن في شرح البهجة أن تذكيرها لغة قليلة، "ومسح صلى الله عليه وسلم وجه أبيض بن حمال" "بالمهملة وشد الميم المأربي، بسكون الهمزة وكسر الراء بعدها موحدة".
قال البخاري وابن السكن: له صحبة وأحاديث يعد في أهل اليمن، "وكان به القوباء" "بضم القاف وفتح الواو، وقد تخفف بالسكون والمد" داء معروف.
زاد في رواية: فالتقمت أنفه، "فلم يمس من ذلك اليوم، ومنها: أثر" لزوالها ببركة اليد الميمونة، "رواه البيهقي وغيره" كأبي داود والترمذي والنسائي في الكبرى، وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، كما في الإصابة.
[ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من الحمى] :
روى البخاري من حديث مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء البارد".
واختلف في نسبتها إلى جهنم، فقيل: حقيقة، واللهب الحاصل في جسم
__________
ذكر طبه صلى الله عليه وسلم من الحمى:
"روى البخاري" ومسلم، وكلاهما "من حديث مالك" عن نافع، عن ابن عمر، "عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه "قال: "الحمى من فيح جهنم" "بفتح الفاء وسكون التحتية فحاء مهملة" وفي حديث رافع بن خديج في الصحيحين: من فور بالراء بدل الحاء.
وفي رواية للبخاري: عنه: من فوح بالواو بدل التحتية، وكلها بمعنى، والمراد سطوع حرها ووهجه، "فأطفئوها" "بقطع الهمزة وكسر الفاء، بعدها همزة مضمومة" "بالماء البارد" شربًا، وغسل أطراف أو جميع الجسد على ما يليق بالزمان والمزاج والمكان.
"واختلف في نسبتها إلى جهنم، فقيل: حقيقة، واللهب الحاصل في جسم

الصفحة 529