كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 9)

قال الصولي: ثم جعل يرى فضل المأمون، وعقله فيندم [1] على تقديمه محمدا، فقال:
لقد بان وجه الرأي لي غير أنني ... غلبت على الأمر الذي كان أحزما
فكيف يرد الذر في الضرع بعد ما ... توزع حتى صار نهبا مقسما
/ أخاف التواء الأمر بعد انصداعه [2] ... وأن ينقض الأمر الذي كان أبرما
[3] وكان السبب في التقدم لمحمد: أن جماعة من بني العباس مدوا أعناقهم إلى الخلافة بعد الرشيد، إذ لم يكن له ولي عهد، فمضى عيسى بن جعفر إلى الفضل بن يحيى، فقال لَهُ: أنشدك الله لما عملت في البيعة لابن أختي- يعني محمد بن زبيدة- فإنه ولدك، وخلافته لك. فوعده أن يفعل، فلما صار الفضل إلى خراسان فرق فيهم أموالا وأعطى [الجند] [4] عطيات متتابعة، ثم أظهر البيعة لمحمد، فبايع الناس لَهُ، وكتب إلى الآفاق فبويع لَهُ، فأنكر قوم البيعة لصغر سنه [5] .
وفيها: [6] عزل الرشيد العباس بن جعفر عن خراسان، وولاها خاله الغطريف بن عطاء [7] .
وفيها: صار يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن إلى الديلم، فتحرك هناك [8] .
وفيها: غزا الصائفة [9] عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح [10] .
__________
[1] في ت: «فيقدم» .
[2] في ت، والبداية والنهاية: «استوائه» .
[3] البداية والنهاية 10/ 165، 166.
[4] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[5] تاريخ الطبري 8/ 240. والكامل لابن الأثير 5/ 288.
[6] في ت: «وفي هذه السنة» .
[7] تاريخ الطبري 8/ 241. والكامل لابن الأثير 5/ 288.
[8] تاريخ الطبري 8/ 241. والكامل لابن الأثير 5/ 288، 5/ 291 (أحداث سنة 176) . والبداية والنهاية 10/ 166.
[9] في ت: «وغزا الصائفة من هذه السنة»
[10] تاريخ الطبري 8/ 241، والكامل 5/ 288، والبداية والنهاية 10/ 166.

الصفحة 10