كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 9)
أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرنا [أبو بكر أحمد بْن علي بْن ثابت] [1] الخطيب قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن عبد العزيز الطاهري قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن سَعِيد [2] الدمشقي قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِ بْن بكار قَالَ: حدثني إسحاق الموصلي، عن أبيه إبْرَاهِيم قَالَ: جاءني غلامي فَقَالَ: بالباب رجل حائك يطلب عليك الأذن. فقلت: ويلك! ما لي وللحائك؟ قَالَ: لا أدري غير أنه حلف بالطلاق أنه لا ينصرف/ حتى يكلمك لحاجته. فقلت: ائذن لَهُ. فدخل، فقلت:
ما حاجتك؟ قَالَ: جعلني الله فداك، أنا رجل حائك كان بالأمس جماعة من أصحابي وأنا تذاكرنا الغناء والمقدمين فيه، فأجمع من حضر أنك رأس القوم وبندارهم [3] وسيدهم فيه، فحلفت بطلاق ابنة عمي أعز الخلق علي، ثقة مني بكرمك على أن تشرب عندي غدا وتغنيني، فإن رأيت- جعلني الله فداك- أن تمن على عبدك بذلك.
فقلت لَهُ: أَيْنَ منزلك؟ قَالَ في دور الصحابة. قلت: فصف للغلام موضعه.
فلما صليت الظهر مضيت، فلما دخلت قام لي الحاكة وأكبوا عليّ، فقبلوا [4] أطرافي، وعرضوا عليّ الطعام، فقلت: قد تقدمت في الأكل، وقلت لَهُ: اقترح. فقال لي الحائك: غنني [5] بحياتي:
يقولون لي لو كان بالوصل [6] لم تمت ... نسيبة [7] والطراق يكذب قيلها
فغنيت، فَقَالَ: أحسنت والله، جعلني الله فداك. ثم قُلْتُ: اقترح. فَقَالَ: غنني بحياتي:
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي ... وردّا على عينيّ فضل ردائيا
__________
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[2] في الأصل: «بن سعد» .
[3] في الأصل: «بيدارهم» .
[4] في ت: «يقبلون» .
[5] في ت: «عني» .
[6] في ت: «بالرّحل» .
وفي تاريخ بغداد: «بالرمل» .
[7] في الأصل: «نبيشة» .