كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 9)
حصنين، وعاد الرشيد إلى بغداد، فدخلها لليلتين بقيتا من ذي الحجة، وقَالَ: والله إني لأطوي [1] مدينة ما وضعت مدينة بشرق ولا غرب [2] ، وما رأيت مدينة أيمن منها ولا أيسر، وإنها لوطني ووطن آبائي، ودار مملكة بني العباس ما بقوا، وما رأى أحد من آبائي سوءا ولا نكبة/ ولا شرا، ولنعم الدار هي، ولكني أريد المناخ على ناحيتها أهل الشقاق والنفاق والبغض لأئمة الهدى، ولولا ذلك ما فارقت بغداد ما حييت، ولا خرجت عنها أبدا [3] .
وفي هذه السنة: كان الفداء [4] بين المسلمين والروم، فلم يبق بأرض الروم مسلم إلا فودي بِهِ. فقال مؤمل بن جميل [5] بن يحيى بن أبي حفصة ابن عم مروان بن أبي حفصة، من قصيدة:
وفكت بك الأسرى التي شيدت لها ... محابس ما فيها حميم يزورها
على حين أعيا المسلمين فكاكها ... وقالوا: سجون المشركين قبورها
[6] .
وفي هذه السنة [7] : رابط القاسم بدابق.
وفيها: حج بالناس العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس [8] .
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
1027- إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
[9] .
من أهل المدينة، سكن بغداد، وكان له قدر عند الخلفاء والأمراء، وأبوه
__________
[1] في ت: «لأطري» .
[2] في الأصل: «ما وصف بشرق ولا غرب مدينة» .
[3] تاريخ الطبري 8/ 317. والكامل 5/ 338، 339.
[4] في ت: «كان الفراة» .
[5] في ت: «بن حميد» .
[6] تاريخ الطبري 8/ 318. والبداية والنهاية 10/ 201.
[7] في الأصل: «وفيها» .
[8] تاريخ الطبري 8/ 318. والكامل 5/ 339. والبداية والنهاية 10/ 201.
[9] تاريخ بغداد 6/ 316.