كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 9)

أنبأنا محمد بن عبد الملك، عن أبي محمد الجوهري قَالَ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني قَالَ: أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه قَالَ [1] : حدثني ابن مهرويه قَالَ: حدثني علي بن محمد النوفلي قَالَ: سمعت أَبِي يَقُولُ: كان المهدي يعطي ابن أَبِي حفصة وسلما الخاسر عطية واحدة، وكان سلم يأتي باب المهدي على برذون قيمته عشرة آلاف درهم، ولباسه الخز والوشي والطيب يفوح منه، ويجيء مروان/ وعليه فرو وكل [2] وقميص كرابيس، وكساء غليظ، وكان لا يأكل اللحم بخلا حتى يقدم إِلَيْهِ، فإذا قدم [إليه] [3] أرسل غلامه فاشترى له رأسا فأكله، فقيل لَهُ: نراك لا تأكل إلا الرءوس. فَقَالَ: الرأس أعرف شعره فآمن خيانة الغلام، وليس بلحم يطبخه الغلام فيقدر أن يأكل منه، وآكل منه ألوانا: آكل [4] عينيه لونا، وأذنيه لونا، وغلصمته لونا، ودماغه لونا، وأكفى [5] مئونة طبخه، فقد اجتمعت لي فيه مرافق.
قال المرزباني: وحدثني أحمد بن عيسى الكرخي قَالَ: حدثنا أبو العيناء قَالَ:
كان مروان بن أبي حفصة [6] من أبخل النَّاسَ، خرج يريد المهدي، فقالت له امرأة من أهله: ما لي عليك إن رجعت بالجائزة؟ قال: إن أعطيت [7] مائة ألف درهم أعطيتك درهما، فأعطى ستين ألفا، فدفع إليها أربعة دوانيق.
توفي مروان في هذه السنة ودفن ببغداد في مقبرة نصر بن مالك.
988- يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة الأنصاري
[8] .
وسعد من الصحابة، عرض على النَّبِيِّ [9] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فاستصغره. وحبتة أمه، وأبوه: بحير بن معاوية.
__________
[1] «قَالَ أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم، عن أبيه قال:» ساقطة من ت.
[2] هكذا في الأصول كلها.
[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[4] في ت: «آكل ألوانا» .
[5] في ت: «أكتفي» .
[6] في ت: «كان بن حفصة» .
[7] في الأصل: «أعطى» .
[8] تاريخ بغداد 14/ 242- 262. والبداية والنهاية 10/ 180- 182.
[9] في ت: «رسول الله» .

الصفحة 71