كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 10 @
طاعته وأعاد أمير داذ حبشي بن التونتاق في جيش إلى خراسان لقتالهما فسار إلى هراة وأقام ينتظر اجتماع العساكر معه فعاجلاه في خمسة عشر ألفا فعلم أمير داذ أنه لاطاقة له بهما فعبر جيحون فسار إليه وتقدم يارقطاش ليلحقه قودن فعاجله يارقطاش وحده وقاتله فانهزم يارقطاش وأخذ أسيرا وبلغ الخبر إلى قودن فبثار به عسكره ونهبوا خزائنه وما معه فبقي في سبعة نفر فهرب إلى بخارى فقبض عليه صاحبها ثم أحسن إليه وبقي عنده وسار من هناك إلى الملك سنجر ببلخ فقبله أحسن قبول وبذل له قودن أن يكفيه أموره ويقوم بجمع العساكر على طاعته فقدر أنه مات عن قريب وأما يارقطاش فبقي أسيرا إلى أن قتل أمير داذ وكان من أمره ما نذكره إن شاء الله تعالى
$ ذكر ابتداء دولة محمد بن خوارزمشاه $
في هذه السنة أمر بركيارق الأمير حبشي بن التونتاق على خراسان كم ذكرناه فلما صفت له وقتل قودن كما ذكرناه قبل ولي خوارزم الأمير محمد بن أنوشتكين وكان أبوه أنوشتكين مملوك أمير من السلجوقيه اسمه بلكباك قد اشتراه من رجل من غرشتان فقيل له أنوشتكين غر شحه فكبر وعلا أمره وكان حسن الطريقة كامل الأوصاف وكان مقدما مرجوعا إليه وولد له ولد سماه محمدا وهو هذا وعلمه وهرجه وأحسن تأديبه وتقدم بنفسه بالعناية الأزلية فلما ولي أمير داذ حبشي خراسان كان خوارزمشاه اكنجي قد قتل وقد تقدم ذكره ونظر الأمير حبشي فيمن يوليه خوارزم فوقع اختياره على محمد بن أنوشتكين فولاه خوارزم ولقبه خوارزمشاه فقصر أوقاته على معدلة ينشرها ومكرمة يفعلها وقرب أهل العلم والدين فازداد ذكره حسنا ومحله علوا ولما علم ملك السلطان سنجر خراسان أقر محمدا خوارزمشاه على خوارزم وأعمالها فظهرت كفايته وشهامته فعظم سنجر محله وقدره ثم إن بعض ملوك الأتراك جمع جموعا وقصد خوارزم ومحمد غائب عنها وكان طغرلتكين بن أكنجي الذي كان أبوه خوارزمشاه قبل عند السلطان سنجر فهرب منه والتحق بالأتراك على خوارزم فلما سمع خوارزمشاه محمد الخبر بادر إلى خوارزم وأرسل إلى سنجر يستمده وكان بنيسابور فسار في العساكر إليه فلم ينتظر محمد فلما قارب خوارزم هرب الأتراك إلى منقشلاغ وطفرلتكين أيضا رحل إلى حندخان وكفي خوارزمشاه شرهم ولما توفي خوارزمشاه ولي بعده ابنه أتسز فمد ظلال الأمن وأفاض العدل وكان قد قاد الجيوش أيام أبيه وقصد بلاد الأعداء وباشر الحروب فملك مدينة

الصفحة 10