@ 11 @
منقشلاع ولما ولي بعد أبيه قربه السلطان سنجر وعظمه واعتضدبه واستصحبه معه في أسفاره وحروبه فظهرت منه الكفاية والشهامة فزاده تقدما وعلوا وهو ابتداء ملك بيت خوارزمشاه تكش وابنه محمد الذي ظهرت التتر عليه على ما نذكره إن شاء الله تعالى
$ ذكر الحرب بين رضوان وأخيه دقاق $
في هذه السنة سار الملك رضوان إلى دمشق وبها أخوه دقاق عزما على أخذها منه فلما قاربها ورأى حصانتها وامتناعها علم عجزه عنها فرحل إلى نابلس وسار إلى القدس ليأخذه فلم يمكنه وانقطعت العساكر عنه فعاد وسعه باغي سيان صاحب أنطاكية وجناح الدولة ثم إن باغي سيان فارق رضوان وقصد دقاق وحسن له محاصرة أخيه بحلب جزاء لما فعله فجمع عساكر كثيرة وسار ومعه باغيسيان فأرسل رضوان رسولا إلى سقمان بن أرق وهو بسروج يستنجده فأتاه في خلق كثير من التركمان فسار نحو أخيه فالتقيا بقنسرين فاقتتلا فانهزم دقاق وعسكره ونهبت خيامهم وجميع مالهم وعاد رضوان إلى حلب ثم اتفقا على أن يخطب لرضوان بدمشق قبل دقاق وبأنطاكية وقيل كانت هذه الحادثة سنة تسع وثمانين
$ ذكر الخطبة للعلوي المصري بولاية رضوان $
في هذه السنة خطب الملك رضوان في كثير من ولايته للمستعلي بأمر الله العلوي صاحب مصر وسبب ذلك أنه كان عنده لأمير جناح الدولة وهو زوج أمه فرأى من رضوان تغيرا فسارا إلى حمص وهي له فلما رأى باغيسيان بعده عن رضوان صالحه وقدم إليه بحلب ونزل ظاهرها وكان لرضوان منجم يقال له الحكيم أسعد وكان يميل إليه فقدمه بعد مسير جناح الدولة فحسن له مذاهب العلويين المصريين وأتته رسل المصريين يدعونه الى طاعتهم يبذلون له المال وإنفاذ العساكر إليه ليملك دمشق فخطب لهم بشيزر وجميع الأعمال سوى أنطاكية وحلب والمعرة أربع جمع ثم حضر عنده سقمان بن أرتق وباغيسيان صاحب أنطاكية فأنكر ذلك واستغظماه فأعاد الخطبة العباسية في هذه السنة وأرسل إلى بغداد يعتذر عما كان منه وسار باغيسيان إلى أنطاكية فلم يقم بها غير ثلاثة أيام حتى وصل الفرنج إليها وحصروها وكان ما نذكره إن شاء الله تعالى