كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 111 @
ليقاتلوا مهذب الدولة فرأوا أمرا محكما فلم يمكنهم الدخول إليه وكان حماد بخيلا ومهذب الدولة جوادا فأرسل إلى سعيد بن حميد الإقامات الوافرة والصلات الكثيرة واستماله فمال إليه واجتمع به وتقرر الأمر على أن أرسل مهذب الدولة ابنه النفيس إلى صدقة فرضي عنه وأصلح بينهم وبين حماد ابن عمهم وعادوا إلى حال حسنة من الاتفاق وكان صلحهم في ذي الحجة سنة خمسمائة $ قتل وزير السلطان ووزارة أحمد بن نظام الملك $
في شوال من هذه السنة قبض السلطان محمد على وزيره سعد الملك أبي المحاسن وأخذ ماله وصلبه على باب أصبهان وصلب معه أربعة نفر من أعيان أصحابه والمنتمين إليه أما الوزير فنسب إلى خانة السلطان وأما الأربعة فنسبوا إلى اعتقاد الباطنية وكانت مدة وزارته سنتين وتسعة أشهر وكان في ابتداء حاله يصحب تاج الملك أبا الغنائم وتعطل بعده ثم استعمله مؤيد الملك فجعله على ديوان الاستيفاء وخدم السلطان محمدا لما حصره أخوه السلطان بركيارق بأصبهان خدمة حسنة ولما فارقها محمد حفظها الحفظ التام وقام المقام العظيم فاستوزره محمد ووسع له في الإقطاع وحكمه في دولته ثم نكبه وهذا آخر خدمة الملوك
وما أحسن ما قال عبد الملك بن مروان أنعم الناس عيشا من له ما يكفيه وزوجة ترضيه ولا يعرف أبوابنا هذه الخبيثة فتؤذيه
ولما قبض الوزير استشار السلطان فيمن يجعله وزيرا فذكر له جماعة فقال السلطان إن آبائي دروا على نظام الملك البركة ولهم عليه الحق الكثير وأولاده أغذياء نعمتنا ولا معدل عنهم فأمر لأبي نصر أحمد هذا بالوزارة ولقب القاب أبيه قوام نظام الملك صدر الإسلام وكان سبب قدومه إلى باب السلطان أنه لما رأى انقراض دولة أهل بيته لزم داره بهمذان فاتفق أن رئيس همذان وهو الشريف أبو هاشم آذاه فسار إلى السلطان شاكيا منه ومتظلما فقبض السلطان على الوزير وأحمد هذا في الطريق فلما وصل إليه ذكره وخلع عليه خلع الوزارة وحكمه ومكنه وقوى أمره وهذا من الفرج بعد الشدة فإنه حضر شاكيا فصار حاكما
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة في صفر عزل الوزير أبو القاسم علي بن جهير وزير الخليفة فقصد دار سيف الدولة صدقة ببغداد ملتجئا إليها وكانت ملجأ لكل ملهوف فأرسل إليه صدقة

الصفحة 111