كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 133 @
وفيها تولى مجاهد الدين بهروز شحنكية بغداد وكان سبب ذلك أن السلطان محمدا كان قبض على أبي القاسم الحسين بن عبد الواحد صاحب المخزن وعلي أبي الفرج بن رئيس الرؤساء واعتقلهم عنده ثم أطلقهم الآن وقرر عليهم مالا يحملونه إليه فأرسل مجاهد الدين بهروز لقبض المال وأمره السلطان بعمارة دار المملكة ففعل ذلك وعمر الدار وأحسن إلى الناس فلما قدم السلطان إلى بغداد ولاه شحنكية العراق جميعه وخلع على سعيد بن حميد العمري صاحب جيش صدقة وولاه الحلة السيفية وكان صارما حازما ذا رأي وجلد
وفيها في شوال ملك الأمير سكمان القطبي صاحب خلاط مدينة ميافارقين بالأمان بعد أن حصرها وضيق على أهلها عدة شهور فعدمت الأقوات بهات واشتد الجوع بأهلها فسلموها
وفي هذه السنة في صفر قتل قاضي أصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي بهمذان وكان قد تجرد في أمر الباطنية تجردا عظيما وصار يلبس درعا حذرا منهم ويحتاط ويحترز فقصده إنسان عجمي يوم جمعة ودخل بينه وبين أصحابه فقتله وقتل صاعد بن محمد بن عبد الرحمن أبو العلاء قاضي نيسابور يوم عيد الفطر قتله باطني وقتل الباطني ومولده سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وسمع الحديث وكان حنفي المذهب
وفي هذه السنة سار قفل عظيم من دمشق إلى مصر فأتى الخبر إلى ملك الفرنج فسار إليه وعارضه في البر وأخذ كل من فيه ولم يسلم منهم إلا القليل ومن سلم أخذه العرب
وفيها في فصح النصارى ثار جماعة من الباطنية في حصن شيزر على حين غفلة من أهله في مائة رجل فملكوه وأخرجوا من كان فيه وأغلقوا بابه وصعدوا إلى القلعة فملكوها وكان أصحابها بنو منقذ قد نزلوا منها لمشاهدة عيد النصارى وكانوا قد أحسنوا إلى هؤلاء الذين أفسدوا كل الإحسان فبادر أهل المدينة الباشورة فأصعدهم النساء في الحبال من الطاقات وصاروا معهم وأدركهم الأمراء بنو منقذ أصحاب الحصن فصعدوا إليهم فكبروا عليهم وقاتلوهم فانخذل الباطنية وأخذهم السيف منكل جانب فلم يفلت منهم أحد وقتل من كان على مثل رأيهم في البلد
وفيها وصل إلى المهدية ثلاثة نفر غرباء فكتبوا إلى أميرها يحيى بن تميم يقولون

الصفحة 133