كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 172 @

$ ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وخمسمائة $
$ ذكر ما فعله السلطان محمود بالعراق وولاية البرسقي شحنكية ببغداد $
لما توفي السلطان محمد وملك بعده ابنه محمود ودبر دولته الوزير الربيب أبو منصور أرسل إلى الخليفة المستظهر بالله يطلب أن يخطب له ببغداد فخطب له في الجمعة ثالث عشر المحرم وكان شحنة بغداد بهروز
ثم إن الأمير دبيس بن صدقة كان عند السلطان محمد مذ قتل والده على ما ذكرناه فأحسن إليه وأقطعه أقطاعا كثيرا فلما توفي السلطان محمد خاطب السلطان محمودا في العود إلى بلده الحلة فأذن له في ذلك فعاد إليها فاجتمع عليه خلق كثير من العرب والأكراد وغيرهم
وكان آقسنقر البرسقي مقيما بالرحبة وهي أقطاعه وليس بيده من الولايات شيء فاستخلف عليها ابنه عز الدين مسعودا وسار إلى السلطان محمد قبل موته عازما على مخاطبته في زيادة أقطاعه فبلغه وفاة السلطان محمد قبل وصوله إلى بغداد وسمع مجاهد الدين يهروز بقربه من بغداد فأرسل إليه يمنعه من دخولها فسار إلى السلطان محمود فلقيه توقيع السلطان بولاية شحنكية بغداد وهو بحلوان وعزل بهروز وكان الأمراء عند السلطان يريدون البرسقي ويتعصبون له ويكرهون مجاهد الدين بهروز يحسدونه لقربه كان عند السلطان محمد وخافوا أن يزداد تقدما عند السلطان محمودا وحكما فلما تولى البرسقي شحنكية بغداد هرب بهروز إلى تكريت وكانت له ثم إن السلطان ولى شحنكية بغداد الأمير منكوبرس وهو من أكابر المراء وقد حكم في دولة السلطان محمود فلما أعطي الشحنكية سير إليها ربيبه الأمير حسين بن أزبك أحد الأمراء الأتراك وهو صاحب أسدأباذ لينوب عنه ببغداد والعراق وفارق السلطان من باب همذان واتصل به جماعة الأمراء البكجية وغيرهم فلما سمع البرسقي خاطب الخليفة المستظهر بالله ليأمره بالتوقف إلى أن يكاتب السلطان ويفعل ما يرد به الأمر عليه فأرسل إليه الخليفة

الصفحة 172