كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 174 @
( وكيف أسلك نهج الاصطبار وقد ... أرى في مهوى الهوى قددا )
( قد خلف الوعد بدر قد شغفت به ... من بعد ما قد وفى دهري بما وعدا )
( إن كنت أنقض عهد الحب في خلدي ... من بعد هذا فلا عاينته أبدا )
$ ذكر خلافة الإمام المسترشد بالله $
لما توفي المستظهر بالله بويع ولده المسترشد بالله أبو منصور الفضل بن أبي العباس أحمد بن المستظهر بالله وكان ولي عهد قد خطب له ثلاثا وعشرين سنة فبايعه أخواه ابنا المستظهر بالله وهما أبو عبد الله محمد وأبو طالب العباس وعمومته بنو المقتدي بأمر الله وغيرهم من الأمراء والقضاة والأئمة والأعيان
وكان المتولي لأخذ البيعة القاضي أبو الحسن الدمغاني وكان نائبا عن الوزارة فأقره المسترشد بالله عليها
ولم يأخذ البيعة قاض غير هذا وأحمد بن أبي داود فإنه أخذها للواثق بالله والقاضي أبو علي إسماعيل بن إسحاق أخذها للمعتضد بالله ثم إن المسترشد عزله القضاة عن نيابة الوزارة واستوزر أبا شجاع محمد بن الربيب أبي منصور وزير السلطان محمود وكان والده خطب في معنى ولده حتى استوزر وقبض على صاحب المخزن أبي طاهر يوسف بن أحمد الحزي
$ ذكر هرب الأمير أبي الحسن أخي المسترشد وعوده $
لما اشتغل الناس ببيعة المسترشد بالله ركب أخوه الأمير أبو الحسن بن المستظهر بالله سفينة ومعه ثلاثة نفر وانحدر إلى المدائن وسار منها إلى دبيس بن صدقة بالحلة فأكرمه دبيس وعلم منه وفاة المستظهر بالله وأقام له الإقامات الكثيرة فلما علم المسترشد بالله خبره أهمه ذلك وأقلقه وأرسل إلى دبيس يطلب منه إعادته فأجاب بأنني عبد الخليفة وواقف عند أمره ومع هذا فقد استذم بي ودخل منزلي فلا أكرهه على أمر أبدا وكان الرسول نقيب النقباء شرف الدين علي بن طراد الزينبي فقصد الأمير فقصد الأمير أبا الحسن وتحدث معه في عوده وضمن له عن الخليفة كل ما يريده فأجاب إلى العود وقال إنني لم أفارق أخي لشر أريده وإنما الخوف حملني على مفارقته فإذا أمنني قصدته وتكفل دبيس بإصلاح الحال بنفسه والمسير معه إلى بغداد فعاد النقيب وأعلم الخليفة الحال فأجاب إلى ما طلب منه ثم حدث من أمر البرسقي ودبيس ومنكوبيس ما

الصفحة 174