@ 18 @
$ ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة $
$ ذكر عصيان الأمير أنز وقتله $
لما سار بركيارق إلى خراسان ولى الأمير أنز بلاد فارس جميعها وكانت قد تغلب عليها الشواتكارة على اختلاف بطونهم وقبائلهم واستعانوا بصاحب كرمان إيران شاه بن قاروت فاجتمعوا وصافوا الأمير أنز وكسروه وعاد مغلولا إلى أصبهان وأرسل إلى السلطان يستأذنه في اللحاق إلى خراسان فأمره بالمقام ببلد الجبال وولاه إمارة العراق وكاتب العساكر المجاورة له بطاعته فأقام بأصبهان وسار منها إلى أقطاعه بأذربيجان وعاد وقد انتشر أمر الباطنية بأصبهان فندب نفسه لقتالهم وحصر قلعة على جبل أصبهان واتصل به مؤيد الملك بن نظام الملك وكان ببغداد فسار منها إلى الحلة فأكرمه صدقة وسار من عنده إلى الأمير أنز فلما اجتمع بالأمير أنز خوفه هو وغيره من السلطان بركيارق وعظموا عليه الاجتماع به وحسنوا له البعد عنه وأشاروا عليه بمكاتبة غياث الدين محمد بن ملكشاه وهو إذ ذاك بكنجة فعزم على المخالفة للسلطان وتحدث فيه فظهر ذلك فزاد خوفه من السلطان فجمع من العساكر المعروفين بالشجاعة نحو عشرة آلاف فارس وسار من أصبهان إلى الري وأرسل إلى السلطان يقول إنه مملوك ومطيع إن سلم إليه مجد الملك البلاساني وإن لم يسلمه فهو عاص خارج عن الطاعة فبينما هو يفطر وكانت عادته يصوم أياما من الأسبوع فلما قارب الفراغ من الإفطار هجم عليه ثلاثة نفر من الأتراك المولدين بخوارزم وهم من جملة خيله فصدم أحدهم المشعل فألقاه وصدم الآخر الشمعة فأطفأها وشربه الثالث بالسكين فقتله وقتل معه جاندراه واختلط الناس في الظلمة ونهبوا خزائنه وتفرق عسكره وبقي ملقى فلم يوجد ما يحمل عليه ثم حمل إلى داره بأصبهان ودفن بها ووصل خبر قتله السلطان بركيارق وهو بخوار الري قد خرج من خراسان عازما على قتاله وهو على غاية الحذر من قتاله وعاقبة أمره وفرح مجد