كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 191 @

$ ثم دخلت سنة أربع عشرة وخمسمائة $
$ ذكر عصيان الملك مسعود على أخيه السلطان محمود والحرب بينهما $
في هذه السنة في ربيع الأول كان المصاف بين السلطان محمود وأخيه الملك مسعود حينئذ له الموصل وأذربيجان وكان سبب ذلك أن دبيس بن صدقة كان يكاتب جيوش بك أتابك مسعود بحثه على طلب السلطنة للملك مسعود ويعده المساعدة وكان عرضه أن يختلفوا فينال من الجاه وعلو المنزلة ما ناله أبوه باختلاف السلاطين بركيارق ومحمد ابني ملكشاه على ما ذكرناه وكان قسيم الدولة البرسقي أتابك الملك مسعود قد فارق شحنكية بغداد وقد أقطعه مسعود مراغة مضافة إلى الرحبة وبينه وبين دبيس عداوة محكمة فكاتب دبيس جيوش بك يشير عليه بقبض البرسقي وينسبه إلى الميل إلى السلطان محمود وبذل له مالا كثيرا على قبضه فعلم البرسقي ذلك ففارقهم إلى السلطان محمود فأكرمه وأعلى محله وزاد في تقديمه واتصل الأستاذ أبو إسماعيل الحسين بن علي الأصبهاني الطغرائي بالملك مسعود فكان ولده أبو المؤيد محمد بن أبي إسماعيل يكتب الطغراء مع الملك فلما وصل والده مسعود بعد أن عزل أبا علي بن عمار صاحب طرابلس سنة ثلاث عشرة باب خوى فحسن ما كان دبيس يكاتب به من مخالفة السلطان محمود والخروج عن طاعته وظهر ما هم عليه من ذلك فبلغ السلطان محمود الخبر فكتب إليهم يخوفهم إن خالفوه ويعدهم الإحسان إن أقاموا على طاعته وموافقته فلم يصغوا إلى قوله وأظهروا ما كانوا عليه وما سيرونه وخطبوا للملك مسعود بالسلطنة وضربوا له التوب الخمس وكان ذلك على تفرق من عساكر السلطان محمود فقوي طمعهم وأسرعوا السير إليه ليلقوه وهو مخف من العساكر فاجتمع إليه خمسة عشر ألفا فسار أيضا إليهم فالتقوا عند عقبة أسد أباذ منتصف ربيع الأول واقتتلوا من بكرة إلى آخر النهار وكان البرسقي في مقدمة السلطان محمود وأبلى

الصفحة 191