كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 20 @
المعظم من قتل الرجال وسبي الحريم والأولاد ونهب الأموال فلشدة ما أصابهم أفطروا فأمر الخليفة أن يسير القاضي أبو محمد الدامغاني وأبو بكر الشاشي وأبو القاسم الزنجاني وأبو الوفا بن عقيل وأبو سعيد الحلواني وأبو الحسين بن سماك فساروا إلى حلوان فبلغهم قتل مجد الملك البلاساني على ما نذكره فعادوا من غير بلوغ أرب ولا قضاء حاجة واختلف السلاطين على ما نذكره فتمكن الفرنج من البلاد فقال أبو مظفر الأبيوردي في هذا المعنى أبياتا منها
( مزجنا دماء بالدموع السواجم ... فلم يبق منا عرصة للمراجع )
( وشر صلاح المرء دمع يفيضه ... إذا الحرب شبت نارها بالصوارم )
( فإيها بني الإسلام إن وراءكم ... وقائع يلحقن الذري بالمناسم )
( أتهوية في ظل أمن وغبطة ... وعيش كنوار الخميلة ناعم )
( وكيف تنام العين ملء جفونها ... على هفوات أيقظت كل نائم )
( وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم ... ظهور المذاكي أوبطون القشاعم )
( تسومهم الروم الهوان وأنتم ... تجرون ذيل الخفض فعل المسالم )
( وكم من دماء قد أبيحت ومن دمي ... توارى حياء حسنها بالمعاصم )
( بحيث السيوف البيض محمرة الظبا ... وسمر العوالي داميات اللهاذم )
( وبني اختلاس الطعن والضرب وقفة ... تظل لها الولدان شيب القوادم )
( وتلك حروب من يغيب عن غمارها ... ليسلم بقرع بعدها سن نادم )
( سللن بأيدي المشتركين قواضبا ... ستغمد منهم في الطلى والجماجم )
( يكاد لهن المستجن بطية ... ينادي بأعلى الصوت يا آل هاشم )
( أرى أمتي لايشرعون إلى العدى ... رماحهم والدين واهي الدعائم )
( ويجتنبون النار خوفا من الردى ... ولا يحسبون العار ضربة لازم )
( أترضى صناديد الأعاريب بالأذى ... ويغضى على ذل كماة الأعاجم )
ومنها
( فليتهم إذ لم يذودوا حمية ... عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم )
( وإن زهدوا في الأجرة إذ خمس الوغا ... فهلا أتوه رغبة في الغنائم )
( لئن أذعنت تلك الخياشيم للبرى ... فلا عطسوا إلا بأجدع راغم )

الصفحة 20