@ 206 @
أكثرهم وغنمت إبلهم وأغنامهم وأموالهم وسبي نساؤهم وذراريهم فبيعت الجارية الحسناء بدراهم بصيرة
وعاد عبد المؤمن إلى مراكش مظفرا منصورا وثبت ملكه وخافه الناس في جميع المغرب وأذعنوا له بالطاعة
$ ذكر حصر مدينة كتندة $
في هذه السنة يعني سنة أربع عشرة وخمسمائة خرج ملك من ملوك الفرنج بالأندلس يقال له ابن ردمير فسار حتى انتهى إلى كتندة وهي بالقرب من مرسية في شرق الأندلس فحصرها وضيق على أهلها
وكان أمير المسلمين علي بن يوسف حينئذ بقرطبة ومعه جيش كثير من المسلمين والأجناد المتطوعة فسيرهم إلى ابن ردمير فالتقوا واقتتلوا أشد القتال وهزمهم ابن ردمير هزيمة منكرة وكثر القتل في المسلمين وكان فيمن قتل أبو عبد الله بن الفراء قاضي المرية وكان من العلماء العاملين والزهاد في الدنيا العادلين في القضاء
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة كسر بلك بن أرتق عفراس الرومي وقتل من الروم خمسة آلاف رجل على قلعة سرمان من بلد يدكان وأسر عفراس وكثير من عسكر
وفيها أغار جوسلين الفرنجي صاحب الرها على جيوش العرب والتركمان وكانوا نازلين بصفين غربي الفرات وغنم من أموالهم وخيلهم ومواشيهم شيئا كثيرا ولما عاد خرب بزاعة
وفيها تسلم أتابك طغتكين صاحب دمشق مدينة تدمير والشقيف
وفيها أمر السلطان محمود الأمير جيوش بك بالمسير إلى حرب أخيه طغرل فسار إليه فسمع طغرل وأتابكه كنتغدي ذلك فسار إلى كنجة من بين يدي العسكر ولم يجر قتال
وفيها في المحرم توفي خالصة الدولة أبو البركات أحمد بن عبد الوهاب بن السبي صاحب المخزن ببغداد وولي مكانه الكمال أبو الفتوح حمزة بن طلحة المعروف بابن البقشلام والد علم الدين الكاتب المعروف
وفي جمادى الأولى منها توفي أبو سعد عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري الإمام وكان أخذ العلم من قرابته والطريقة أيضا ثم استفاد أيضا من إمام الحرمين أبي المعالي الجويني وسمع الحديث من جماعة ورواه وكان حسين الوعظ سريع الخاطر ولما توفي جلس الناس في البلاد البعيدة للعزاء به حتى في بغداد برباط شيخ الشيوخ