@ 21 @
( دعوناكم والحرب ترنوا ملحة ... إلينا بألحاظ النسور القشاعم )
( تراقب فينا غارة عربية ... تطيل عليها الروم عض الأباهم )
( فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه ... رمينا إلى أعدائنا بالجرائم )
$ ذكر الحرب بين المصريين والفرنج $
في هذه السنة في رمضان كانت وقعة بين العساكر المصرية والفرنج وسببها أن المصريين لما بلغهم ما تم على أهل القدس جمع الأفضل أمير الجيوش العساكر وحشد وسار إلى عسقلان وأرسل إلى الفرنج ينكر عليهم ما فعوا ويتهددهم فأعادوا الرسول بالجواب ورحلوا على أثره وطلعوا على المصريين عقيب وصول الرسول ولم يكن عند المصريين خبر وصولهم ولا من حركتهم ولم يكونوا على أهبة القتال فنادوا إلى ركوب خيولهم ولبسوا أسلحتهم وأعجلهم الفرنج فهزموهم وقتلوا منهم من قتل وغنموا ما في العسكر من مال وسلاح وغير ذلك وانهزم الأفضل فدخل عسقلان ومضى جماعة من المنهزمين فاستتروا بشجر الجميز وكان هناك كثيرا فأحرق الفرنج بعض الشجر حتى هلك من فيه وقتلوا من خرج منه وعاد الأفضل في خواصه إلى مصر نازل الفرنج عسقلان وضايقوها فبذل لهم أهلها قطيعة اثنتي عشر ألف دينار وقبل عشرين ألف دينار ثم عادوا إلى القدس
$ ذكر ابتداء ظهور السلطان محمد بن ملكشاه $
كان السلطان محمد وسنجر أخوين لأم وأب أمهما أم ولد ولما مات أبوه ملكشاه كان محمد معه ببغداد فسار مع أخيه محمود وتركا خاتون زوجة والده إلى أصبهان ولما حصر بركيارق أصبهان خرج محمد مختفيا مضى إلى والدته وهي في عسكر أخيه بركيارق وقصد أخاه السلطان بركيارق وسار معه إلى بغداد سنة ست وثمانين وأربعمائة وأقطعه بركيارق كنجة وأعمالها وجعل معه أتابكا له الأمير قتلغ تكين فلما قوي محمد قتله واستولى على جميع أعمال أران الذي من جملته كنجة فعرف ذلك الوقت شهامة محمد وكان السلطان ملكشاه قد أخذ تلك البلاد من فضلون بن أبي الأسوار الروادي وسلمها إلى سرهنك ساوتكين الخادم وأقطع فضلون استراباذ وعاد فضلون ضمن بلاده ثم عصى فيها لما قوي فأرسل السلطان إليه الأمير بوزان فحاربه وأسره