كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 29 @
حتى نسير إلى بغداد ونقيم الخطبة للسلطان وأنت الصاحب الذي لا يخالف وإن لم تجب إلى هذا فما بيننا غير السيف
فأجابه الأعز إلى ذلك واجتمعا فعرفه صباوة الذي أمره به عميد الدولة من قتلة وباتا تلك الليلة وأرسل الأعز إلى الأمير أيلغازي بن أرتق وكان قد ورد في صحبته وفارقه نحو الراذان فحضر من الليل فانقطع حينئذ أمل صباوة منه وفارقه الأعز إلى بغداد وخاطب في عزل عميد الدولة فعزل في رمضان وأخذ من ماله خمسة وعشرون ألف دينار وقبض عليه وعلى اخوته وبقي معزولا إلى سادس عشر شوال فتوفي محبوسا في دار الخلافة ومولده في المحرم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وكان عاملا كريما حليما إلا أنه كان عظيم الكبر يكاد يعد كلامه عدا وكان إذا كلم إنسان كلمات يسيرة هني ذلك الرجل بكلامه
$ ذكر ظفر المسلمين بالفرنج $
في ذي القعدة من هذه السنة لقي كمشتكين بن الدانشمند طايلو وإنما قيل له ابن الدانشمند لأن أباه كان معلما للتركمان وتقلبت به الاحوال حتى ملك وهو صاحب ملطية وسيواس وغيرهما بيمند الفرنجي وهو من مقدمي الفرنج قريب ملطية وكان صاحبها قد كاتبه واستقدمه إليه فورد عليه في خمسة آلاف فلقيهم ابن الدنشمند فانهزم بيمند وأسر ثم وصل من البحر سبعة قمامصة من الفرنج وأرادو تخليص بيمند فأتوا إلى قلعة تسمى أنكووية فأخذوها وقتلوا من بها من المسلمين وساروا إلى قلعة أخرى فيها إسماعيل بن الدانشمند وحصروها فجمع ابن الدانشمند جمعا كثيرا ولقي الفرنج وجعل له كمينا وقاتلهم وخرج الكمين عليهم فلم يفلت أحد من الفرنج وكانوا ثلاثمائة ألف غير ثلاثة آلاف هربوا ليلا وأفلتوا مجروحين وسار ابن الدانشمند إلى ملطية فملكها وأسر صاحبها ثم خرج إليه عسكر الفرنج من أنطاكية فلقيهم وكسرهم وكانت هذه الوقائع في شهور قريبة
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة زاد أمر العيارين بالجانب الغربي من بغداد في شعبان وعظم ضررهم فأمر الخليفة كمال الدولة يمن بتهذيب البلد فأخذ جماعة من أعيانهم وطلب الباقين فهربوا

الصفحة 29